مستجدات

بعثة تجارية أمريكية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب

[ALLNEWS]25 مارس 2025
بعثة تجارية أمريكية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب

الدكتور الجامعي أبو الشتاء

أعلن السفير المغربي في الولايات المتحدة، يوسف عمراني، عبر حسابه على منصة X في 23 مارس 2025، عن زيارة مرتقبة لأكثر من 15 ولاية أمريكية إلى المغرب، في إطار بعثة تجارية تهدف إلى تعزيز فرص تصدير المنتجات الغذائية إلى السوق المغربية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق العلاقات الاقتصادية المتينة بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تعززت منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين عام 2004. وتعد الولايات المتحدة المستثمر الأجنبي الأول في المملكة، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المغرب نحو 7.4 مليار درهم.

شهدت التجارة الثنائية بين البلدين نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة بنسبة 40% بين عامي 2021 و2023، لتصل إلى 14 مليار درهم عام 2023. في المقابل ارتفعت الواردات المغربية من الولايات المتحدة بنسبة 61% خلال نفس الفترة، لتبلغ 55 مليار درهم.

لا تقتصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين على القطاع الزراعي، بل تمتد إلى مجالات أخرى، أبرزها التكنولوجيا. فقد شارك المغرب في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) في نيفادا، وهو أكبر معرض عالمي مخصص للابتكار التكنولوجي. وساهمت هذه المشاركة في إبراز قدرات المغرب في مجالات مثل التنقل الذاتي، والخدمات الرقمية، والأنظمة المتصلة، مما يعزز فرص جذب الاستثمارات الأجنبية.

يعد قطاع السيارات أحد أبرز القطاعات الاقتصادية المغربية، حيث سجل نمواً بنسبة 30% خلال العام الماضي، ليصل حجم صادراته إلى 14 مليار دولار. ويعكس هذا الأداء الديناميكي قدرة المغرب على ترسيخ مكانته كمركز صناعي تنافسي في المنطقة.

وتأتي البعثة التجارية الأمريكية إلى المغرب كخطوة إضافية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، في ظل شراكة متينة تفتح آفاقاً واعدة لمزيد من النمو والتطور.

مع تنامي التعاون الاقتصادي بين البلدين، تبرز فرص جديدة لتعزيز الاستثمارات والشراكات في مجالات مختلفة. وتعمل الولايات المتحدة على دعم العديد من المشاريع التنموية في المغرب، خاصة في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والتكنولوجيا المتقدمة.

ومن المتوقع أن تساهم البعثة التجارية المرتقبة في توسيع شبكة العلاقات بين الشركات المغربية ونظيراتها الأمريكية، مما يسهل تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا، ويفتح المجال أمام استثمارات أمريكية جديدة في المملكة.

يشكل المغرب نقطة جذب رئيسية للمستثمرين الأمريكيين، نظراً لموقعه الاستراتيجي كبوابة للأسواق الإفريقية والأوروبية، إضافة إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به. كما أن البنية التحتية المتطورة، والمناخ الاستثماري المشجع، يجعلان منه وجهة مفضلة للشركات العالمية الباحثة عن فرص نمو في المنطقة.

إلى جانب قطاعي الزراعة والتكنولوجيا، يشهد التعاون المغربي الأمريكي توسعاً في مجالات أخرى مثل الصناعات الدوائية، والذكاء الاصطناعي، والتصنيع المتقدم. وتسعى المملكة إلى جذب المزيد من الشركات الأمريكية للاستثمار في المناطق الصناعية والتكنولوجية التي تم إنشاؤها حديثاً، والتي توفر بيئة مناسبة للابتكار والإنتاج.

تعكس هذه التطورات الديناميكية المتزايدة للعلاقات الاقتصادية بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تتجه نحو تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين. ومع استمرار المبادرات التجارية والاستثمارية، يبدو المستقبل واعداً لشراكة اقتصادية أكثر قوة واستدامة بين البلدين.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي