مستجدات

قرأنا لكم : مقال للكاتب عطية الأوجلي بعنوان: المسألة لا سحر بها.. !!!

[ALLNEWS]14 أغسطس 2021
قرأنا لكم : مقال للكاتب عطية الأوجلي بعنوان: المسألة لا سحر بها.. !!!

أنت تحصد ما تزرع…!! فالشعوب التي تهتم “بالتوعية” وبغرس القيم الانسانية وتعلم صغارها مبكرا معاني الرفق والصدق والتعاون و”احترام العمل” ، ستحصد النجاح والتقدم والتميز. والشعوب التي تعلم صغارها “الغش”والكذب والنفاق و”الاعتداء على حقوق الغير” ، والتعصب وإحتقار العمل ، ستحصد الفساد و”الأزمات” والخصومات الدامية ….وستغوص حتى أخمص رأسها في العجز.

المسألة لا سحر بها.. ففي ابريل 2011 ضرب اليابان زلزال فتأثرت محطة فوكوشيما النووية ، وانهار أحد جدرانها. وتسبب الزلزال في موت و تشرد الالاف وخلف العديد من المآسي. غير أن الملفت للنظر في هذه المأساة هو تصرف الشعب الياباني بشكل يثير الاعجاب و الاحترام… فقد تميز رد فعله بالآتي:

1- الهدوء وضبط النفس. لم يكن هناك صراخ بالشوارع أو نواح وإنما حزن يتسامى.

2- إحترام الطوابير و النظام. فرغم الظروف الصعبة لم تشهد الطوابير أي عراك أو سباب أو حوادث عنف.

3- الرحمة. إشترى كل من الناس ما يحتاجه وكان هناك ما يتيح الفرصة للجميع لشراء شيئا ما. فلم تشهد الأسواق هيجان في التسوق او نقص حاد بالبضائع.

4- ضبط النفس. لم تشهد الأسواق ولا المصارف حالات نهب أو سرقة.

5- الإعلام أبدى درجة كبيرة من المسؤلية. فلا تعليقات تافهة أو تصفية حسابات أو استغلال الأزمة لنيل المكاسب السياسية.

6- التضحية. بقى حوالي خمسون عاملاً في المحطة النووية ،يضخون ماء البحر لتبريدها وخوفا من انفجارها رغم المخاطر الواضحة.

7- قامت المطاعم بتخفيض أسعارها تضامنا منها مع المتضررين.

8-عندما انقطعت الكهرباء أعاد الناس في الأسواق ماكانوا يحملونه إلى الأرفف وخرجوا بهدوء.

9- تفيد تقارير للشرطة اليابانية عن تلك الفترة ،بأن الناس قد سلموها مبالغ كبيرة قد جمعوها من جثث موتى الإنقاض.

كل هذه التصرفات لم تأتي من “فراغ” ، فالمجتمع الياباني لم يكن بهذه السمات منذ حوالى قرن مضى، وإنما اكتسب الكثير منها نتيجة عقود من العمل المتواصل ، ومن” التربية والتعليم” والتدريب والتخطيط.. و”غرس القيم الجيدة”.. والاستفادة من “الأخطاء” ومن تجارب الغير والابتعاد عن “المهاترات” التي تضيع “الوقت و الجهد والمال” و تنهك الشعوب دونما جدوى.

أخيراً….الطريق الذي سلكته اليابان لازال “مفتوحا” و”متاحاُ” أمام الأخرين. فقط عليهم أن يعترفوا بأن أزمتهم الحقيقية هي أزمة “أخلاقية” و”معرفية” ، وأن يكفوا عن “الشكوى والتذمر” وتبادل التهم وإصدار الأحكام ويتجهوا نحو “العمل” ،ويحاسبوا أنفسهم قبل ان يحاسبوا الغير…  فهل نحن فاعلين…؟؟

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي