بعد أزمة سياسية دامت أكثر من شهر، قدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته يوم الجمعة 3 دجنبر الحالي، في خطوة عدها مراقبون استجابة لـ”ضغوط فرنسية”، ما يمهد لـ”تسوية سياسية” لتعطل الحكومة في بلد يعاني إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية التي عرفها العالم.
وكان قرداحي ربط استقالته طيلة أكثر من شهر بـتوفير “ضمانات” تنهي التوتر بين بيروت والرياض، لكن تلك الضمانات لم يتلقاها لبنان..
ووفق المتتبعين – لم يتحقق أي شيء من هذه الضمانات ، حيث مورست على الوزير ضغوطاً فرنسية تطالبه بالاستقالة، قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية، المرتقبة يوم السبت04 دجنبر الحالي.
ويشار إلى أن السعودية سحبت سفيرها من بيروت في 29 أكتوبر الماضي ، وطلبت من سفير لبنان مغادرة بلادها ، وخطت نفس الخطوة الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات قرداحي حول حرب اليمن، جاءت في حديث صحفي قبل استوزاره وهو ما أكده قرداحي في عدة مناسبات ولم يتقبلها أحد .
ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قرداحي إلى اتخاذ موقف “يحفظ مصلحة لبنان”، إلا أن الأخير رفض “الاعتذار” أو “الاستقالة”، رغم أن بعض الوزراء والنواب دعوه لذلك أيضًا.
وبعد أكثر من شهر على الأزمة الدبلوماسية بين بيروت وعدد من العواصم الخليجية، قدم قرداحي الجمعة استقالته في مؤتمر صحفي قبيل ساعات قليلة من وصول ماكرون إلى السعودية في إطار جولة في دول الخليج المعنية.
وأشار قرداحي إلى أنه قدم استقالته بعدما فهم من ميقاتي الذي قابله قبل 3 أيام أن الفرنسيين يرغبون في تقديم استقالته.
وعزا قرداحي أسباب ذلك إلى أن “تكون الاستقالة قبل زيارة ماكرون إلى السعودية، لكي تساعد على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان”.
وخلال ندوة صحفية قال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي: “قد حان وقت الاستقالة، وإنه مقتنع بأنه اتخذ القرار الصح في التوقيت الصح”، وذلك بعد الأزمة الدبلوماسية التي خلفتها تصريحاته حول حرب اليمن.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” عن قرداحي قوله: “حان وقت الاستقالة، ومقتنع بأنني اتخذت القرار الصح في التوقيت الصح”، مؤكدا أنه يشعر براحة داخلية.
وأفادت الصحيفة بأن “قرداحي وبعد التشاور مع مرجعياته والحلفاء قرر إعلان الاستقالة من وزارة الإعلام وليس من القصر الجمهوري أو السرايا الحكومية ، حتى لا تسمّى (الاستقالة) لمصلحة أحد، وأن خطوته ستكون مبادرة شخصية لعلها تشكل ورقة قوية في يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال توسطه لدى القيادة السعودية، لإقناعها بالتراجع عن إجراءاتها ضد لبنان أو التخفيف منها بما يعيد المياه إلى مجاريها بين لبنان ودول الخليج”. وأكدت مصادر وزارية أن “أزمة قرداحي سلكت طريقها إلى الحل وستعالج جزء من المشكلة”.