من إعداد: الجامعي أبو الشتاء
تشهد الساحة الفنية المغربية في الآونة الأخيرة تنامي ظاهرة جمع التبرعات والأموال باسم الفنانين المحتاجين، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال مبادرات فردية وجماعية، تحمل في ظاهرها طابعًا إنسانيًا، لكنها في كثير من الأحيان تتحول إلى ممارسات عشوائية وغير قانونية تثير الشكوك حول مقاصدها الحقيقية وطرق صرفها.
في ظل غياب تنظيم محكم وتأطير قانوني واضح، تحوّل الإحسان إلى فوضى، حيث يُستغلّ اسم الفنانين وحالاتهم الاجتماعية والصحية الصعبة في حملات لجمع الأموال، من دون أي مراقبة أو شفافية مالية، مما فتح الباب أمام الاستغلال والمتاجرة بمعاناة المبدعين.
مصادر من الوسط الفني أكدت أن بعض الصفحات الإلكترونية والأشخاص صاروا يطلقون نداءات باسم فنانين مرضى أو متقاعدين دون علمهم، أو بمبالغات تسيء لصورة الفنان وللمجال الفني ككل. وتضيف ذات المصادر أن هذه التصرفات “تمس بكرامة الفنان المغربي وتخلق فوضى في العمل الإنساني”، مطالبةً السلطات بضرورة التدخل العاجل لوضع إطار قانوني صارم لجمع التبرعات.
من جهتها، شددت فعاليات مدنية على أن القانون المغربي يمنع جمع الأموال من العموم دون ترخيص مسبق من السلطات المختصة، وأن أي عملية تتم خارج هذا الإطار تُعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون، لاسيما إذا تم استغلال أسماء شخصيات معروفة لأغراض ربحية أو دعائية.
ويرى مراقبون أن الحل يكمن في إطلاق صندوق وطني لدعم الفنانين في الحالات الاجتماعية والمرضية، يُدار بشفافية وتحت إشراف مؤسسات رسمية ومهنية، لتفادي استغلال المبادرات الإنسانية لأهداف مشبوهة.
و يبقى فعل الخير قيمة نبيلة لا غبار عليها، لكن حين يتحوّل الإحسان إلى وسيلة للربح أو التلاعب بالعواطف، فإنه يفقد معناه الإنساني ويتحوّل إلى فوضى خارج القانون. المطلوب اليوم هو تنظيم العمل الخيري في الوسط الفني، بما يضمن الكرامة للفنانين، ويعيد الثقة إلى المبادرات التضامنية الحقيقية.









