مستجدات

لم تعد تهديدات “البوليساريو” محصورة في الصحراء… بل باتت شبحًا يطارد أمن أوروبا

[ALLNEWS]26 سبتمبر 2025
لم تعد تهديدات “البوليساريو” محصورة في الصحراء… بل باتت شبحًا يطارد أمن أوروبا

لم يعد خطر ما يسمى بجبهة “البوليساريو” حبيس جغرافية المنطقة المغاربية، بل تجاوز حدودها ليطرق أبواب القارة الأوروبية. فبعد سلسلة من التقارير الأمنية والاستخباراتية، تكشّف أنّ مخيمات تندوف تحولت إلى بيئة خصبة للتطرف والجريمة المنظمة، حيث يتقاطع نشاطها مع شبكات تهريب البشر وتجار السلاح والمخدرات، بل ومع جماعات إرهابية تنشط في منطقة الساحل.

أحدث المعطيات تشير إلى محاولات متكررة لتسلل عناصر متطرفة من داخل المخيمات عبر مسالك الهجرة غير النظامية، مستهدفة التراب الإسباني كأول منفذ نحو أوروبا، قبل الانتقال إلى فرنسا وإيطاليا. هذه التطورات تثير مخاوف عميقة لدى الأجهزة الأمنية الأوروبية التي وجدت نفسها أمام معادلة معقدة: ملف نزاع إقليمي متعثر من جهة، وتهديد إرهابي محتمل يلامس الأمن القومي الأوروبي من جهة أخرى.

تكرار العمليات الإرهابية التي ثبت ارتباط بعضها بجماعات تتشارك الخلفيات أو المصالح مع “البوليساريو” جعل الدوائر الأوروبية تدق ناقوس الخطر. فالقضية لم تعد شأنا مغاربيا صرفًا، بل ورقة أمنية حساسة تعني مباشرة مدريد وباريس وروما وبروكسيل، في وقت تتنامى فيه التحديات الأمنية بفعل أزمات الهجرة والفوضى الإقليمية.

وبينما يواصل النظام الجزائري استغلال “البوليساريو” كأداة سياسية، يجد الأوروبيون أنفسهم أمام سؤال حرج: إلى متى سيغضّ الاتحاد الأوروبي الطرف عن المخاطر المحدقة التي تنبع من تندوف؟ وهل بات ضروريا إعادة النظر في طريقة التعاطي مع هذا الكيان الذي تحوّل من ورقة ضغط سياسية إلى تهديد أمني يهدد استقرار القارة العجوز؟

إنّ استمرار التغاضي عن هذه الحقيقة قد يجعل أوروبا تدفع ثمنًا باهظًا، ليس فقط على مستوى أمنها الداخلي، بل أيضًا في استقرار فضائها السياسي والاجتماعي. فتهديدات “البوليساريو” لم تعد صدى بعيدًا في الصحراء، بل باتت شبحًا حاضرًا على أبواب القارة.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي