شهد مطار أورلي بباريس حادثاً غير مسبوق أثار جدلاً واسعاً في فرنسا، بعدما غلب النعاس أحد مراقبي الحركة الجوية، مما تسبب في تعليق رحلة جوية متجهة إلى جزيرة كورسيكا لأكثر من 18 دقيقة في السماء.
ووفق ما أعلنت هيئة الطيران المدني الفرنسية، فإن طائرة تابعة لشركة “طيران كورسيكا” كانت متوجهة نحو مطار أجاكسيو، اضطرت إلى التحليق بشكل دائري فوق البحر الأبيض المتوسط، في انتظار إعادة الاتصال مع برج المراقبة، بعد أن تبين أن المراقب المناوب كان نائماً أثناء نوبة عمله.
التدخل جاء من طرف فرق الإطفاء بالمطار، التي لاحظت الوضع غير المعتاد وتوجهت إلى برج المراقبة، حيث عثرت على المراقب نائماً في موقعه. وقد جرى إيقاظه سريعاً واستئناف التواصل مع الطائرة، ما سمح لها بالهبوط بسلام دون وقوع أي إصابات أو أضرار.
الهيئة أوضحت أن الفحوص الطبية التي أجريت للمراقب أظهرت نتيجة سلبية لاستهلاك الكحول، غير أن مسألة معاقبته تأديبياً لا تزال قيد النقاش، بالنظر إلى خطورة الموقف الذي كاد أن يتحول إلى حادث جوي.
وأعاد هذا الحادث طرح تساؤلات حادة حول ظروف عمل مراقبي الحركة الجوية، خاصة ما يتعلق بضغط النوبات الليلية والإرهاق المزمن، وهو ما دفع السلطات الفرنسية إلى فتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلاً.
