طالبت هيئات حقوقية مغربية بإطلاق سراح مئات المغاربة المحتجزين في سجون الجزائر، والذين يواجهون تهما ثقيلة، لفقت لهم ، ما دفع أسرهم إلى الاستنجاد بالجهات الوصية لإطلاق سراحهم.
وحسب ما أوردته جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، فإن هؤلاء المغاربة يوجدون بعدة سجون ومراكز، بكل من سجن الحراش والرمشي والروشي ووهران وسجن تبسة وتلمسان ومسرغين وشلف والعامرية وحمام بوحجر وغيرها من مراكز الاعتقال.
وأوضحت الجمعية الحقوقية أن الأمر يتعلق بـ 98 ملفا توصلت بها الهيئة المدنية من عائلات المحتجزين المغاربة بسجون ومراكز احتجاز جزائرية، بل أكثر من ذلك يوجدون رهن الاعتقال بدون أي سبب يذكر ، سوى أنهم مغاربة يعملون بعرق جبينهم بالجزائر كما هو واقع لبعض الجزائرين المتواجدين فوق التراب المغربي يتمتعون بكافة حقوقهم.
وأكد ذات المصدر أن من بين هؤلاء عمال بناء أو صناع تقليديون مغاربة يعملون منذ مدة في الجزائر يمتهنون بعض الحرف كالصباغة والنجارة والجبس والحدادة والزليج، إضافة إلى مهاجرين غير نظاميين ضلوا طريقهم .
وأضاف المصدر نفسه، أن هذه الاعتقالات في صفوف المغاربة المقيمين فوق التراب الجزائري، تصاعدت في الأشهر الأخيرة، إذ أن كل أسبوع يتم اعتقال عمال وصناع تقليديين على أنهم تجار مخدرات ومهربون أو مهاجرون سريون، ويتم احتجازهم في سجون ومراكز اعتقال دون محاكمة ودون أي سبب .
وأضافت الجمعية أن شهادات العائلات والمفرج عنهم والمرحلين، تفيد أن مدة احتجازهم تصل أحيانا إلى أكثر من سنة في ظروف صعبة، مع حرمانهم من الاستفادة من حق الدفاع أو التواصل مع عائلاتهم.
وكشف المصدر ذاته ، أن السلطات الجزائرية تمعن في المس بكرامة هؤلاء الموقوفين بإيداعهم في مراكز مخصصة لفئات المعاقين والمرضى النفسيين، كما تحرمهم أحيانا من الوجبات الغذائية المنتظمة ومن الحق في التطبيب، وحق النظافة.
وأوضحت الهيأة الحقوقية ذاتها ، أن أسر الضحايا وجدت نفسها ضحية لـ”مافيا” الاتجار بالملفات باسم هيئة الدفاع، إذ يتم التواصل مع الأسر عن بعد وعبر شبكات للوساطة، تشترط تحويلات مالية، مقابل إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.
وأمام هذا الوضع، راسل المجلس الإداري للجمعية رئاسة الجمهورية الجزائرية، ووزير داخليتها ووزيري العدل والصحة، والمدير العام لإدارة السجون، إضافة إلى رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسويسرا، مطالبا التعجيل بالإفراج عن المعتقلين المغاربة وترحيلهم إلى بلدهم في أقرب الآجال.
