مستجدات

القهوة في المغرب: قفزة صاروخية في الأسعار تُربك المستهلكين وتثير أسئلة عن المضاربة

[ALLNEWS]19 سبتمبر 2025
القهوة في المغرب: قفزة صاروخية في الأسعار تُربك المستهلكين وتثير أسئلة عن المضاربة

شهدت الأسواق المغربية منذ مطلع سنة 2024 ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار القهوة، حيث قفزت بنحو 150% مقارنة بمستويات 2023، في زيادة وُصفت باللافتة والصادمة، خصوصاً أن الأثر كان أكثر وضوحاً على العبوات الصغيرة المخصصة للاستهلاك الفردي، والتي يعتمد عليها جزء كبير من الأسر محدودة الدخل.

هذا الارتفاع أثار استغراب المتتبعين، لا سيما أن السوق الدولية لم تعرف سوى زيادات محدودة تراوحت بين 10 و30% فقط خلال الفترة نفسها. وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول طبيعة هذا التفاوت الكبير بين الأسعار العالمية والمحلية، وما إذا كانت العوامل المرتبطة بالإنتاج العالمي وحدها كافية لتفسيره.

يُرجع بعض المهنيين جزءاً من هذا الغلاء إلى ظروف مناخية أثرت على إنتاج البن في بلدان كبرى مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا، حيث ضربت موجات الجفاف والفيضانات مساحات واسعة من مزارع البن. غير أن الهوة الكبيرة المسجلة في المغرب مقارنة بالأسواق الدولية، تُوحي – وفق تقديرات خبراء – بوجود مشاكل داخلية تتعلق بآليات الاستيراد والتوزيع، أو حتى بعمليات المضاربة والاحتكار التي ترفع الأسعار بشكل مصطنع وتزيد من الضغط على المستهلك.

تأتي موجة الغلاء هذه في وقت تعاني فيه الأسر المغربية أصلاً من ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة في ما يتعلق بالمواد الأساسية كالحبوب والزيوت والسكر. ومعروف أن القهوة تحتل مكانة بارزة في العادات الاستهلاكية اليومية للمغاربة، ما يجعل من أي زيادة في أسعارها عبئاً إضافياً على القدرة الشرائية للفئات المتوسطة والفقيرة.

في ظل هذا الوضع، ارتفعت أصوات من داخل القطاع تطالب وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي بالتدخل العاجل لتقييم وضع السوق الوطنية للقهوة، والكشف عن الأسباب الحقيقية لموجة الغلاء، مع اقتراح حلول عملية تضمن مزيداً من الشفافية وحماية للمستهلك. ومن بين المقترحات المتداولة:

يجب تعزيز مراقبة سلاسل التوزيع للحد من أي ممارسات احتكارية.وفرض سقف معقول للهوامش الربحية في المواد الأكثر استهلاكاً. مع تنويع مصادر الاستيراد لتفادي الارتهان لأسواق بعينها.بالإضافة  إلى دعم بدائل محلية مثل مشروبات الأعشاب والحبوب المحمصة التي يمكن أن تخفف الضغط على الطلب المرتفع للقهوة المستوردة.

يبقى السؤال الأبرز اليوم: هل يتعلق الأمر بأزمة ظرفية مرتبطة بتقلبات الأسواق العالمية، أم أن المشكل أعمق ويمتد إلى بنية السوق المغربية وآليات عملها؟
الإجابة – التي ينتظرها المستهلكون – لن تتضح إلا من خلال تحقيق شفاف ومسؤول تقوده السلطات الوصية، لتفادي تحويل القهوة، هذا المشروب اليومي البسيط، إلى رمز جديد لمعاناة الأسر المغربية مع الغلاء المستمر.

 

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي