الجدل الذي أثير أكثر من مرة عبر التظاهر لإسقاطه ، تمت إعادة إثارته وهذه المرة من طرف أصحاب الفندقة في المغرب ،حيث يطالب هؤلاء بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي، الذي ينص على أن كل علاقة جنسية بين الرجل والمرأة تكيف على أساس أنها جريمة فساد ،يعاقب عليها بالحبس من شهر إلى سنة . الأمر الذي يمنع أي رجل وامرأة لا تربطهما علاقة زواج من تأجير غرفة فندقية مشتركة، و هو ما أثر سلبا على مداخيل السياحة في بلادنا ، والتي تراجعت بسبب جائحة كورونا، وفق تصريحات أصحاب الفنادق .
وأوضحوا أن عدد السياح الذين زاروا المغرب قد تراجع بنسبة 80 في المئة بسبب تفشي وباء كورونا لمدة تزيد عن السنة ، أضف إلى ذلك الفصل 490 الذي يهابه الجميع ، أولئك الذين يرغبون إقامة علاقة غير شرعية لظروف عائلية ما ، ويفضلون التستر داخل غرف الفندق الأمر الذي أضر بالمداخيل الفندقية .
وبحسب هؤلاء المتضررين في تصريحاتهم لوسائل الإعلام ، أنهم لولا هذا الفصل المشؤوم لامتلأت غرف الفنادق بأكملها ، وسترتفع عدد ليالي المبيت بالإضافة إلى ارتفاع مداخيل الفنادق، ويمكن آنذاك الالتزام بأداء واجبات الدولة من ضرائب وغيرها في إبانها ، و القضاء على البطالة الفندقية بتشغيل اليد العاملة وما يسير في ركبها من خدمات موازية ومن مشتريات وتجهيزات وغيرها.
ويشير هؤلاء إلى أن الآمال لازالت معقودة بتغيير الفصل 490 بعد خسارة الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة ، الذين وقفوا حجر عثرة ضد تعديل هذا القانون . واليوم أملنا في لحزب اللبرالي الذي كان يدعي في الحكومة السابقة ، بضرورة مراجعة قانون العقوبات بأكمله ضمنها هذا الفصل الذي بموجب إلغائه ستنصف السياحة وستزدهر البلاد سياحيا واقتصاديا ، على غرار باقي الدول مثل الطايوان وتركيا وغيرها .
ووفق آراء بعض المهتمين يرون أنه بإلغاء هذا الفصل ستصبح الفنادق عبارة عن أوكار للدعارة مرخصة وتنشب عن ذلك مشاكل اجتماعية لا حصر لها.
ويشار إلى أن رجال الدين والمحافظين دعوا أكثر من مرة ، بضرورة الإبقاء على الفصل المذكور حماية للدين والشريعة والتقاليد المغربية ،بالمقابل ظهرت مجموعة من الحداثيين الشباب يطالبون بإلغاء هذا الفصل الذي حسب رأيهم طبقته فرنسا عام 1953،لإحداث انقسامات في المجتمع المغربي بين مؤيد ومعارض وهو ما توفقت فيه لحد اليوم .كما يشيرون إلى دول إسلامية أخرى تخصلت من قوانين مشابهة تحظر الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية.
وكانت بعض الجمعيات من المجتمع المدني طالبت خلال عدة تظاهرات ووقفات احتجاجية ، وعبرت عن مواقفا في مواقع التواصل الاجتماعي ، تطالب بإلغاء الفصل 490، رافعين شعارات من قبيل “Love is not a crime (الحب ليس جريمة) و “Stop490”) (أوقفوا المادة 490).
