كلّف الرئيس التونسي قيس سعيّد، نجلاء بودن حرم رمضان تشكيل الحكومة ،كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ تونس ، ،جاء ذلك في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية التونسية اليوم الأربعاء .عملاً بأحكام الأمر الرئاسي المتعلق بالتدابير الاستثنائية التي علّق بموجبها عمل البرلمان والحكومة، وكان الرئيس التونسي أصدر في 22 شتنبر الجاري أمرا رئاسيا يتعلق بتدابير استثنائية ،سيتولى هو بموجبها إعداد مشاريع التعديلات المتعلقة بالإصلاحات السياسية في البلاد.
وخلال مراسيم تعين نجلاء بودن قال الرئيس سعيد في خطاب، إن “تكليف امرأة برئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية”، مضيفاً: “سنعمل معاً في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى، التي عمت الدولة في مختلف المؤسسات”، مشيراً إلى أن هناك صادقون وصادقات يعملون ليلاً ونهاراً ،لكن هناك أيضاً من هم على نقيض هؤلاء يعملون على إسقاط الدولة”.
وأضاف “نتحمل اليوم مسؤولية تاريخية”، مطالباً باقتراح أعضاء الحكومة في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، والعمل “بسرعة”، بعد “إضاعة الكثير من الوقت”، على حد قوله.
ولئن استبشر كثيرون بهذا التعيين الأول من نوعه في تونس، لكنه طرح في نفس الوقت أسئلة واحترازات متنوعة، خصوصاً بما يتعلق بتجربتها في وضع سياسي معقّد للغاية، ومدى خبرتها الاقتصادية أمام ملفات مستعجلة.
وتوقف كثيرون عند معايير ودوافع اختيارنجلاء، وما إذا كانت تعيين سيدة في هذا الظرف الحساس أحسن من الرجل ، أو أن هنالك رؤية أخرى عند الرئيس بعد تصاعد موجات المعارضة وتوسعها. ولا يعرف الكثير عن بودن رمضان، وهي مجهولة تقريباً في الساحة السياسية التونسية، عدا عن كونها من مواليد عام 1958 ، وهي أستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، ومختصّة في علوم الجيولوجيا، وتشغل حالياً خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011. كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015. وها هي اليوم رئيسة حكومة مكلفة بتشكيلها.
