تشهد أسعار رحلات العمرة في المغرب ارتفاعًا قياسيًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في شهري شعبان ورمضان، حيث يزداد الإقبال بشكل كبير من قبل المغاربة الراغبين في أداء هذه الشعيرة الدينية.
في السابق، كانت بعض وكالات السفر تقدم عروضًا منخفضة التكلفة تصل إلى 12 ألف درهم، تشمل تذاكر السفر، الإقامة، والخدمات الأساسية. أما اليوم، فقد اختفت هذه العروض، مع ارتفاع الأسعار نتيجة عدة عوامل، أبرزها زيادة تكاليف النقل الجوي، وارتفاع رسوم الإقامة، وتزايد الطلب خلال المواسم الدينية، ما يؤدي إلى تضخم الأسعار، خاصة في شهر رمضان الذي يشهد إقبالًا كبيرًا.
حاليًا، يواجه الراغبون في أداء العمرة خيارات محدودة، حيث تبدأ الأسعار من 15 ألف درهم كحد أدنى، بينما تتجاوز 35 ألف درهم في بعض العروض الفاخرة، وفقًا لنوعية الخدمات ومستوى الإقامة في مكة والمدينة.
ويرجع المهنيون هذا الارتفاع إلى الإقبال الكبير بعد فترة انقطاع بسبب جائحة كورونا، حيث يسعى العديد من المغاربة لتعويض تلك الفترة، بالإضافة إلى تأثير التضخم العالمي على تكاليف السفر والخدمات الفندقية.
وعبر المواطنون المغاربية عن استيائهم من هذه الزيادات، مطالبين بحلول توفر فرصة أداء العمرة بتكاليف معقولة، بدلًا من أن تصبح امتيازًا لمن يستطيع تحمل الأسعار المتزايدة. فهل ستشهد التكلفة انخفاضًا مستقبلًا، أم أن العمرة ستظل حلمًا بعيد المنال للكثيرين؟
مع استمرار ارتفاع أسعار العمرة، يتساءل العديد من المغاربة عن إمكانية تدخل الجهات المختصة لضبط التكاليف وتوفير حلول أكثر مرونة للراغبين في أداء هذه الشعيرة.
في هذا السياق، يطالب بعض الفاعلين في القطاع بضرورة تنظيم سوق العمرة عبر وضع آليات رقابة على الأسعار ، وضمان شفافية العروض المقدمة من قبل وكالات السفر، بالإضافة إلى تعزيز المنافسة بين الشركات، مما قد يسهم في تخفيض التكاليف وجعل العمرة في متناول شرائح أوسع من المواطنين.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن الحل قد يكمن في تقديم بدائل أكثر اقتصادية، مثل الباقات منخفضة التكلفة التي تتضمن خدمات أساسية دون رفاهيات، مما يمنح الفرصة للراغبين في أداء العمرة دون أن يضطروا لدفع مبالغ باهظة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ الجهات المعنية إجراءات للحد من الغلاء، أم أن العمرة ستظل مكلفة بشكل متزايد، مما يحرم فئات واسعة من فرصة أداء هذه الشعيرة؟
