مستجدات

البوليساريو.. أزمة النشأة و التطور

[ALLNEWS]2 يونيو 2021
البوليساريو.. أزمة النشأة و التطور

تسارعت لأحدات و برزت تطورات جديدة و متتالية بخصوص قضية وحدتنا الترابية، كانت لها انعكاسات و مترتبات دفعت بالخروج للعلن ، بالعديد من ردود الأفعال المتعصبة و الانهزامية سواء من طرف جبهة البوليساريو و من طرف الجارة الجزائرية ومن أطراف أخرى تكن العداء للمصالح العليا للملكة المغربية.

أحداث و تطورات تمثلت في البداية بعرقلة ميليشيات البوليساريو، في حركة غير محسوبة سياسيا و عسكريا، حرية الأفراد و البضائع في التنقل الآمن عبر معبر الكركرات في اتجاه دول جنوب الصحراء و الساحل، هذا السلوك غير المحسوب أستمر طيلة ثلاث اسابيع ،في استفزاز مباشر للمغرب و للمنتظم الدولي، دفع القوات المسلحة الملكية إلى التحرك بأوامر ملكية لوضع حد لصبيانية الجبهة بسلمية عالية،و دون إراقة أية قطرة دم ، و دون أن تطلق فيه أية رصاصة، جعل العديد من الدول تسارع إلى دعم التحرك المغربي و رزانته و حرفيته ، بالمقابل لم تجد البوليساريو من موقف سوى وضع نفسها في حل من الإلتزام باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة سنة 1991 و وضعت نفسها في حالة حرب.

التطور الثاني و الذي زعزع الجبهة و معها الجزائر، تجسد في توقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب لمرسوم قانوني ثابت ، تقر من خلاله الولايات المتحدة الامريكية باعترافها الكامل بمغربية الصحراء ،و بسيادة المغرب الكاملة على أراضيه ، كما أقر المرسوم و في عدة مناسبات على أن المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي يجسد فعليا و و واقعيا حلا نهائيا لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا، و أرضية مسؤولة و صلبة للتفاوض الجدي لطي هذا النزاع.

التطور الثالت الذي واكب التطور الثاني ، تمثل في القرار الامريكي بفتح قنصلية للولايات المتحدة الامريكية بالصحراء المغربية ، و بالخصوص بمدينة الداخلة، مشكلا هذا القرار التحاقا جديدا بقافلة فتح القنصليات بالاقاليم الجنوبية ، بعدما وصل عدد القنصليات اليوم 18 عشر قنصلية بهذه الأقاليم و لازالت اللائحة مفتوحة للالتحاقات جديدة بهذا الركب.

التطور الرابع هو تطور نوعي بعودة المغرب إلى حضنه الافريقي ، و التي تعد قطيعة مع دبلوماسية الكرسي الفارغ ، و التي مورست في عهد الراحل الحسن الثاني، و استفادت منها الجبهة و الجزائر في العديد من المناسبات. هذه القطيعة أضفت حيوية على الدبلوماسية الهجومية المغربية ، حيث مكنتها من لعب دورها الطبيعي على الساحة الافريقية ، باعتبار المغرب البوابة الافريقية نحو اوروبا و العكس صحيح، هذا الانفتاح جعلنا أقرب لتوضيح وجهة نظرنا حول النزاع للقادة الافريقيين و لشعوبها ، كذلك جعلنا قوة اقتراحية مبادرة في العديد من القضايا التي تشكل تحديات تواجهها القارة من قبيل الهجرة و الارهاب و التغيرات المناخية ، و تجويد العلاقات الثنائية على قاعدة رابح رابح.

التطور الخامس يسبق هذه التطورات السابقة، و يعود لبداية تولي عاهل البلاد محمد السادس للعرش ، و تبنيه لرؤية و تصور لحل النزاع في توافق مع ما تطالب به الامم المتحدة، التي تحث على حل سياسي توافقي عادل و دائم، تجسد ذلك عمليا خلال الخطاب الملكي التاريخي يوم 25 مارس 2006 بمدينة العيون و الذي اعلن فيه جلالة الملك عن تأسيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ، كآلية استشارية مناط بها بلورة و إعداد تصور للحكم الذاتي ، و هذا ما انكب عليه المجلس حيث رفعه إلى جلالته في أواخر من نفس السنة، ليتم الإعلان عليه دوليا سنة 2007 ، تاريخ وضع المقترح المغربي في أروقة المنظمة ، ضاربا المغرب بذلك من خلال المجلس الملكي و مقترح الحكم الذاتي سياسيا مسمارا في نعش جبهة البوليساريو.

إن هذه التطورات الايجابية ، تقابلها هزائم متتالية لجبهة البوليزاريو داخليا و خارجيا، و هزائم للسياسة الخارجية الجزائرية القابعة في زمن التقاطبات الناتجة على الحرب الباردة.

إن توالي الهزائم لدى البوليساريو ، ليس وليدة اأمة يمر بها اليوم ، بل هي متأصلة في وراثة هذا التنظيم الانفصالي لازمة بنيوية طبعته منذ زمن التأسيس إلى اليوم ، أزمة شاملة تحتضن أزمات على مستويات متعددة فكرية تنظيمية إنتاجية ، يرمي هذا المقال إلى تناولها بشكل موضوعي و هي كالتالي: إن ظرفية تأسيس الجبهة ، و هي ظرفية بداية السبعينات ، كانت ظرفية ازمة سياسية و من علامتها البارزة خروج المغرب من محاولتين انقلابيتين فاشلتين استهدفتا الراحل الملك حسن الثاني، كانت لهما انعكاسات على التدبير السياسي الوطني الداخلي ، و على وضعية حقوق الانسان و الممارسة السياسية عامة. كما أنها ظرفية عرفت تأزم العلاقة ما بين القصر و الأحزاب السياسية ، لتي قاطعت التصويت على دستوري 1970 و 1972.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي