فدوى نايم/
تحتفل المرأة المغربية ، بعيدها الوطني ، الذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل سنة ، حيث يعد فرصة لإبراز دور المرأة و مدى مساهمتها في المجتمع المغربي ، و محطة لتقييم المنجزات و المكتسبات ، التي تحققت لصالح المرأة المغربية ، و الوقوف على الصعوبات و الإكراهات ، التي تحول دون تمكينها في بعض المجالات …
فقد خطت المرأة المغربية خطوات كبيرة ، على مدى العقدين الأخيرين ، حيث راكمت العديد من المكتسبات الدستورية و التشريعية و الحقوقية ، و أثبتت جدارتها و حضورها الفعال ، في كل الميادين ، سواء من خلال مزاولتها لمختلف المهن و الوظائف ، بما في ذلك تلك التي كانت حكرا على الرجال فقط .

وأوضحت السيدة ” مليكة لمريض” فاعلة حقوقية ، و ناشطة جمعوية مغربية بالديار الهولندية ، شغلت منصب : رئيسة البنك الغذائي الهولندي لمدة أكثر من 15 سنة ، بالإضافة إلى كونها رئيسة و مؤسسة جمعية نيدمار للثقافة و التنمية المغربية الهولندية ، و عضوة في الشبكة العربية الأوربية للسلام ببلجيكا… ، حيث ساهمت في العديد من الأنشطة الجمعوية و الاجتماعية و الثقافية ، كما شاركت في عدة ملتقيات و منتديات وطنية و دولية ..و حازت على عدة جوائز و أوسمة مستحقة ، فهي مثال لعدة نساء مغربيات ، مناضلات ، مربيات أجيال ، مكافحات بداخل أرض وطننا الحبيب ، و خارجه ، مؤكدة أن المرأة المغربية تمكنت خلال السنوات الأخيرة ، من مراكمة العديد من المكتسبات الحقوقية ، في إطار مقاربة تشاركية شمولية ، ترتكز على الإنصات و الاجتهاد ، و المواكبة، الأمر الذي عزز من حضورها ، في المجالات السياسية و الاقتصادية ، و الاجتماعية.

حيث أضافت المتحدثة ، بأن الدستور كان صريحا في حظر مختلف أشكال التمييز ضد النساء ، و نص على المساواة بين الرجل و المرأة، في الحقوق ، و الحريات المدنية ، و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ..و الثقافية و البيئية الواردة في الفصل 19 ، كما نوهت بمصادقة المغرب ، على الاتفاقيات الدولية ، للقضاء على التمييز بين الرجل و المرأة و حماية حقوق الطفل .
و اعتبرت إصدار مدونة الأسرة في سنة 2004 ، إلى جانب اعتماد دستور 2011 ، الذي يكرس المساواة بين المرأة و الرجل ، في الحقوق و الواجبات ، وينص على مبدأ المناصفة ، من أبرز الإصلاحات التي باشرتها المملكة ، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله و أيده، للنهوض بالمرأة و تمكينها ، تعد قفزة نوعية في مسارها الحقوقي .

مؤكدة السيدة ” مليكة لمريض ” للصحيفة الإلكترونية Allnews , أن النموذج التنموي الجديد ، الذي يطمح إليه المغرب ، لن يحقق أهدافه إلا بإشراك النساء ، باعتبارهن نصف المجتمع ، و أي ضرر أو عنف يلحق بالمرأة فهو أمر مكلف و معرقل للتنمية .
وفي نفس السياق ، يعد اليوم الوطني للمرأة المغربية ، محطة لتسليط الضوء على أهم المجهودات التي قامت بها الحكومة ، للرفع من مساهمة النساء في النشاط الاقتصادي و الاجتماعي ، و ذلك من خلال العديد من البرامج و المخططات الاستراتيجية للتمكين الاقتصادي للنساء ، و ذلك من خلال تحيين البرنامج الوطني المندمج للتمكين الاقتصادي للنساء و الفتيات في أفق 2030 ، لملائمته مع تقرير النموذج التنموي الجديد ، و كذا البرنامج الحكومي .
كما تعبئة خبرة حول إعداد مخطط إجرائي ، مع تحديد ميزانية التدابير ، ذات الأولوية ، للتمكين الاقتصادي للنساء ، و مخطط للتمويل ، و إطلاق ” برنامج جسر للتمكين و الريادة ، لفائدة تفوق 36.000 مستفيدة على الصعيد الوطني ، بالإضافة إلى وضع جائزة التميز للمرأة المغربية ، حول موضوع ” تميز المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة .

و لتعزيز المساواة بين الجنسين ، تم مراجعة الإطار المؤسساتي ، بإصدار مرسوم إحداث ” اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين ، و تمكين المرأة . ..( الجريدة الرسمية بتاريخ 20 يونيو 2022).
كما تم إطلاق برنامج الدعم التقني المدعم من طرف الاتحاد الأوروبي، لمواكبة تفعيل برامج المساواة للفترة 2022 – 2024 ، و في إطار محاربة العنف ضد النساء ، تم إحداث و تأهيل 82 مؤسسة متعددة الوظائف لفائدة النساء ضحايا العنف و مضاعفة عدد المساعدين الاجتماعيين المؤهلات للتكفل بالنساء ضحايا العنف ، بالإضافة إلى مراجعة و تحيين الدليل المرجعي ” البروتوكول الترابي للتكفل بالنساء ضحايا العنف في المؤسسات المتعددة الوظائف … و العمل على الحد من زواج القاصرات ، عبر وضع برنامج ” الأقسام الافتراضية ” للتقليص من الهدر المدرسي في صفوف الفتيات خصوصا بالعالم القروي .

و للإشارة ، فقد أشادت لجنة ” سيداو ” CEDAW التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، و التي تعنى بالقضاء على أشكال التميز ضد المرأة ، حيث أشادت اللجنة بالتزام المملكة بمقتضيات اتفاقية ” سيداو ” ، بعد تقديم المغرب لتقريره السنوي ، و رحبت بالجهود التي تبذلها المملكة لتحسين ، إطارها المؤسساتي و سياستها العمومية ، من أجل التعجيل بالقضاء على التمييز ضد المرأة و تعزيز المساواة بين الجنسين .