ساهمت اللقاحات وبشكل كبير في الحد من انتشار العديد من الأمراض الفتاكة، ومكنت المجتمعات من القضاء على مرض الكوليرا والجدري. والحصبة وغيرها من الأمراض ، التي عرفتها البشرية طوال السنين والأعوام إلى أن اجتاح المعمور وباء كورونا المستجد والمتحور.
لقد طور المبتكرون في الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى لقاحات آمنة وفعالة ضد هذه الأوبئة ، وعملت هذه الدول على إنتاج ترسانة من اللقاحات للعالم ، ضمن أبحاث طبية مكلفة و متنوعة و بذل الجهود من طرف العلماء والأطباء و المبتكرين ،التي استمرت لعقود للسيطرة على الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم والقضاء عليها.
لقد أصاب مرض شلل الأطفال مئات الآلاف من الأطفال سنويًا قبل أن يطور جوناس سولك، وهو طبيب وباحث طبي وعالم فيروسات أميركي، لقاحًا للمرض في العام 1955. وأدت جهود التطعيم العالمية الهائلة إلى خفض حالات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99 بالمئة بين العام 1988 والعام 2013، وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. ومع استمرار التطعيمات، يمكن أن يصبح شلل الأطفال المرض التالي الذي يتم القضاء عليه واستئصاله بالكامل.
وأودت الحصبة بحياة ما يقدر بنحو 2.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام قبل أن يطوّر جون إندرز، عالم الطب الحيوي الأميركي والحائزعلى جائزة نوبل، لقاحًا في العام 1963. واليوم، هناك حالات أقل بكثير: تسببت الحصبة في 142 ألف حالة وفاة تقريبًا على مستوى العالم في العام 2018، وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وبعد ظهو جائحة كورونا التي حصد عدد كبير من الأرواح بداية من فبراير 2020 قامت شركة الأدوية الأميركية موديرنا، وشركة بيونتك ومقرها ألمانيا، بالشراكة مع شركة فايزر ومقرها الولايات المتحدة، وشركات أخرى في الصين والهند وأجلترا وغيرهم ، بتطوير أول لقاحات قائمة على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال التي أثبتت فعاليتها العالية في الوقاية من كوڤيد19. وطورت مؤخرا شركة جونسون أند جونسون الأميركية لقاحًا أحادي الجرعة . ويواصل العلماء والباحثون الأميركيون والصينيون والألمان وغيرهم تطوير اللقاحات لعلاج أمراض أخرى..