زبناء يشتكون تردي الخدمات والتحرش وعدم المهنية
يشتكي العديد من الزبناء من تصرفات بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بمكناس ،ويرى هؤلاء الزبناء أن هناك سائقون ملتزمون بأخلاقيات المهنة ،وبتأدية خدماتهم على الوجه الأتم ، ومنهم المتطفلون على المهنة وما أكثرهم ،والذين سارت سلوكاتهم اليومية محط استهجان وتقزز ،من قبل شرائح واسعة من المجتمع المكناسي ،سائقون ـ يقول المتحدث عنهم ـ يشتغلون بمزاجية خاصة ،يرفضون نقل الزبناء إلى الوجهات التي يرغبون الوصول إليها ،ويشترطون وجهات محددة ترفع مبلغ العداد ،كما أنهم يمتنعون عن تقديم بعض الخدمات للمواطنين المحملين بالحقائب وغيرها ،أو إذا كان الشخص من ذوي القدرات الخاصة ،ففي كلتا الحالتين فالسائق المزعوم يتجاهل هذا الشخص ويصرف عنه النظر ،ولا يلزم نفسه بالتوقف ونقل المعاق ، أوالشيخ الهرم ،والمريض ،والمرأة العجوز ،أو ذات أولاد صغار ،ففي أغلب مثل هذه الحالات يواجه السائقون من ينتقدون تصرفاتهم الهجينة ،بالوقاحة وقلت الأدب ،في حالة ما إذا توقف لاختيار زبنائه من غير مراعاة للشيخ الهرم أو الوضع الصحي ، أو إمرأة برضيعها ،وغير ذلك من الحالات التي لا تتطابق مع مزاجه ،،والتي يمكن أن تتطلب منه بذل مجهود خفيف ،كمساعدة المريض وكبار السن على امتطاء السيارة ،أو حمل أغراضه ووضعها في صندوق السيارة كما هو متعارف عليه ومعمول به في سائر الدول المتقدمة.
وسائقون آخرون لا يستأذنون ولا يحترمون زبناءهم ، وفي الطريق يتوقفون لنقل زبناء آخرين ،ولا يعيرون أي اهتمام للشخص الذي يركب بجوار فتاة أو أم يمكن أن يتحرش بهما ،وفي هذا الباب حكايات وحكايات عديدة ،ترتب عن بعضها حالات طلاق لوجود قرينة الشك في سبب وجود سيدة في نفس سيارة أجرة ، مع شخص غريب يضيف المتحدث.
وقد تجد من يدخن داخل سيارة الأجرة ،المكان العمومي الممنوع فيه التدخين سواء من طرف الزبون ، أو السائق نفسه ،الذي في غالب الأحيان يشغل موسيقى صاخبة ،وأغاني بكلمات منحطة لا تروق ذوق الزبون، ويفرض عليه سماعها مع أفراد عائلته ،يردد كلماتها بصوت نافر،وإذا ما وجهه أحد بلطف يسمع ما لم يسمعه طول حياته ،وإن اقتضى الحال يتم الاعتداء عليه لفظا وربما ضربا.
أما حالات التحرش فهي السمة الغالبة على أغلب السائقين ،وخاصة بعض الشباب منهم ،لا يراعون الزوجة والأم والأخت ،ولا يبالون بأي شيء ،غريزة حيوانية تفقده السيطرة على حواسه ، حالة يؤكدها المتحدث بمرارة .يشعر أنه ليس بسائق سيارة أجرة لها حرمتها ، مفروض فيه احترام الجميع ،بل مالك السيارة يضن أن استغلالها يبيح له ارتكاب سائر الموبقات ،ضمنها عقر جعة أو نبيد من النوع الرديء،يجعله “يدندن ” بكلام غير مفهوم ،يقلق الزبون .أم عن الإفراط في السرعة ،والتجاوزات المعيبة على الطريق ،وعدم احترام الغير، فتلك صفات تتكرر يوميا ، أما نظافة السيارة ،وهندام السائق أمور لا تدخل في حسبان جلهم .وعن ترك أو نسيان أشياء ثمينة داخل السيارة رجوعها إلى صاحبها يدخل في باب المستحيلات ولو اقتضى الأمر تدخل الشرطة.
جريدة العلم استمعت إلى العديد من آراء الزبناء ،فكانت الأجوبة جلها تتمحور حول المعاناة اليومية القاسية التي يصادفونها مع هؤلاء ( البعض) من السائقين ،والتي تتجلى في انعدام شروط الاستقبال ،أو رفض نقل ثلاثة أفراد من أسرة واحدة ،أو فرض وجهة معينة دون تلك التي يقصدها الزبون ،أو الزيادة في المبلغ ،وهذه الظاهر تتكرر مع السياح الأجانب والزوار، مما يجعل العلاقة تتوتر بين الطرفين تتحول في أغلبها إلى مشادات كلامية ،من سب وشتم وكلام نابي ساقط ،وربما تنتقل إلى تبادل العنف ،والنهاية تكون بمخفر الشرطة أو بالمستشفى، وهذه الحالة تقع تقريبا يوميا في مدينة مكناس مدينة التاريخ والعز والشهامة ، سمعتها تمرغ في الوحل من طرف سائق غير مهني ،متطفل على المهنة متهور.وللزبناء حكايات مريرة مع بعض هؤلاء الذين يتوفرون على رخصة الثقة تمنحها السلطات المختصة لكل من لا مهنة له يقول التحدث.
وفي انتظار أن يشعر المسؤولون المحليون بمعاناة الزبناء اليومية مع مشاكل بعض السائقين، سيظل التجاهل والتغاضي عن مصائب هؤلاء هو الشعار السائد في المدينة ،التي أصبحت تعج بممارسات خاطئة في ميدان النقل العمومي .لذلك يرى المتتبعون أن الحالة في الحقيقة لا تدعو للاطمئنان إنها تستلزم سرعة البتر بسحب رخصة الثقة نهائيا من المتطفلين على المهنة ،ولا يفيد سوى الرجاء من المسؤولين إعادة الاعتبار لهذا القطاع ،وأجرهم في أجورهم.