مستجدات

مكناس المدينة التي فقدت ذاكرتها

[ALLNEWS]17 يونيو 2021
مكناس المدينة التي فقدت ذاكرتها

بغض النظر عن اسم المدينة هذه أو تلك، “مكناس ” (العاصمة  الاسماعلية) فاس، تارة ، وجدة، الرباط ،الدار البيضاء، تطوان  ،العرائش ،طنجة ،مراكش، أغادير،… مدن متروبول أو متوسطة أو صغيرة أو هامشية، لقد اختفى ظل المدينة من المدينة، المحو الاجهاز التدمير الالغاء

لقد فقدت مدينة مكناس، شأنها شأن المدن العربية والمغاربية القديمة منها والجديدة، قيم المدينة، فقدت ذاكرتها، أرصفتها، لغتها وساكنتها، فقدت مكناس عقلها الباطني والظاهري، بسبب الفوضى، الإهمال والترقيع.

فقدت هويتها، حتى أصبحت تشبه لا شيء أو تشبه “قبيلة” بكثافة سكانية غريبة ومتصاعدة، مع كامل التقدير للقبيلة، ولأهلها المعتصمين بقيمهم.

من يختفي وراء تعرض طوبوغرافيا مدينة مكناس للانتهاك وثقافة العنف؟  أكيد أن الإجابة تكمن في سلوكيات من توالت ولاياتهم الانتخابية في تسيير شأن المدينة المسكينة  ،

المغرب من بلدان العالم الثالث، وبالأخص العالم العربي وبلدان شمال أفريقيا، يملك موروثاً من المدن يعادل موروث المدن الغربية على امتداد اربعة عشر قرنا من التحضر.

لقد ورث المغرب عشية الاستقلال عام 1956 من الاستعمار الفرنسي مدنا  حديثة ، لكنها غير مستقلة عن المدن العتيقة بتراثها الحضاري، أذ أصبحت كل الحواضر المغربية تعرف ازدواجية عمرانية (المدينة الحديثة  ذات الطابع الكولونيالي ، الى جانب المدينة القديمة بمنازلها وأسواقها وأسوارها ، التي يفوح منها عبق التاريخ،  أكيد أن المدن المستحدثة من طرف المعمر الفرنسي   تمثل طرازا  عمرانيا حضاريا لا يقدّر بثمن، جواهر عمرانية بهندسة خارقة في الجمال، مدن لم تكن تختلف عن باريس ومرسيليا وبوردو ونيس وغيرها ، من حيث الهندسة العمرانية البديعة والمختلفة المدارس، لقد كان هذا الموروث العمراني يكفي لأن يجعل من المغرب  بلداً معاصراً ومتطوراً ومنافساً لكثير من البلدان الأوروبية

لكن العقلية البدوية   التخريبية أجهزت  على هذه التحف العمرانية بثقافة مختلفة عن التي عليها ولها تأسس هذا العمران المدهش، بثقافة تقليدية غير متماهية مع فلسفتها وجمالياتها.

مكناس جوهرة المدن ،أو باريس الصغيرة كما كان يحلو للفرنسيين  تلقيبها  ، فقدت تراثها حين زحفت الإسمنت والآجور على تحفها الفنية فأحالتها العقلية المقاولاتية إلى أبراج سكنية لا روح فيها  ،  حيث غيبت يد التحقير بعض التحف الفنية  ، والبعض الآخر اجتاحته  معاول الهدم كعمارة بيرنار و عمارة الزموري والقصر البلدي، وعمالة مكناس ومحكمة الاستئناف و السوق المركزي و سينما الكاميرا  وسينما امبير، وسينما الريجان، وسينما أ ب س و الكنيسة الكاثوليكية الخاصة ،هذه معالم فقدنا بعضها وطال التهميش البعض الآخر/ لذا  نقول لمن يسهر على تسيير شؤون المدينة:

إن تسيير المدينة الكبيرة الجميلة وصيانتها تتطلب فلسفة عمرانية كبيرة ومناسبة ومتناسبة، تتطلب دولة معاصرة بمؤسسات معاصرة،

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي