مستجدات
تمكين الشباب سياسيًا: دعم مالي يصل إلى 35 مليون سنتيم لكل مرشح مستقل رفع الضرائب على الكحول والسجائر ..الحكومة تراهن على موارد غير أساسية لتعزيز الخزينة إسبانيا تتجه لإلغاء نظام تغيير الساعة نهائيا: “إجراء تجاوزه الزمن ولم يعد له أي معنى” بعد تربع الأشبال عرش المونديال و استقبالهم بالقصر . تفاصيل إشاعة الجزائر الجديدة حول هذا الفوز العا... لتعزيز حماية الطفولة في المغرب..الرباط تطلق مشروع "معا من أجل عدالة حمائية للأطفال والنساء المحتجزات... الفساد الرياضي في المغرب.. معركة الإصلاح تبدأ من التفتيش والمحاسبة مذكرة توقيف دولية جديدة بحق بشار الأسد بتهمة هجمات كيميائية فتاكة عام 2013 هل احتفلت وزارة التربية الوطنية بيوم المعلم؟ واسألوا الوزير إن كان على علم بهذا اليوم السيد غوتيريش يشدد على الضرورة الملحة لاغتنام الزخم الدولي الراهن من أجل حل نهائي لقضية الصحراء المغ... بلجيكا تعلن دعمها الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية وتصفها بـ“الحل الواقعي” لقضية الصحراء

البرلمان الغائب… حين يتحول الحضور إلى شكل بلا مضمون

[ALLNEWS]26 يونيو 2025
البرلمان الغائب… حين يتحول الحضور إلى شكل بلا مضمون

هــاشــم الخياطــي

رغم الشعارات المرفوعة حول تحديث العمل البرلماني وتعزيز الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة، فشل مكتب مجلس النواب مجدداً في التصدي لظاهرة  الذين يكتفون بتسجيل الحضور، ثم يغادرون القاعة في ظرف ربع ساعة من الإعلان عن  انعقاد الجلسة ،  دون إسهام فعلي في المناقشات أو التفاعل مع النقاط المدرجة على جدول الأعمال.

هذا السلوك، الذي أضحى عادة مألوفة داخل أروقة المؤسسة التشريعية، يثير استياء الرأي العام، ويطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى الإنفاق العمومي على مؤسسة يفترض أن تمثل صوت المواطن وتراقب السياسات العمومية وتسهم في  مناقشة و إبداء للرأي وصياغة القوانين والدفاع عن المواطنين .

ويرى متابعون أن استمرار هذا النمط من الغياب المقنع، والذي يُمارس تحت غطاء قانوني بفضل تقنيات تسجيل الحضور الإلكتروني وبعده الانسحاب بدون عذر مسبق، يُفرغ العمل البرلماني من محتواه الحقيقي، ويحول قبة البرلمان إلى فضاء شكلي، بعيدا عن صلب النقاش العمومي، ومتنصل من المهام التي من أجلها صوت عليهم المواطنون من أجل تنفيذ القوانين  التي تساهم في بناء صرح الوطن. والتي تستلزم مناقشة جادة ومستفيضة من أجل مصلحة البلاد والعباد. وترى أنه من غير المقبول سياسيا وأخلاقيا تمرير عدد كبير من مشاريع القوانين دفعة واحدة بشكل أتوماتيكي، دون نقاش مسؤول وفعال، وهو ما ينعكس سلبا على صورة البرلمان ويساهم في تعطيل دوره التشريعي.

ولعل الأخطر، أن تكرار هذه الظاهرة دون ردع أو محاسبة، يكرس ثقافة اللامسؤولية، ويدفع بالمواطن نحو مزيد من فقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية. كما يكشف عن خلل هيكلي يتطلب إصلاحات جذرية، تهمّ النظام الداخلي للمجلس، وآليات الحضور والتتبع، وطرق تقييم الأداء البرلماني بشكل موضوعي.

ويطالب العديد من الفاعلين بربط تعويضات البرلمانيين بمشاركتهم الفعلية في الجلسات العامة وأشغال اللجان، ليس بالحضور فقط  واعتماد تقارير دورية تنشر للرأي العام حول معدلات الحضور ، بل  المساهمة التشريعية لكل عضو، تحقيقاً لمبدأ الشفافية، وتكريساً لثقافة سياسية جديدة، يكون فيها النائب البرلماني في خدمة المواطن، لا مجرد مستفيد من امتيازات.

إن البرلمان، كمؤسسة دستورية، لا يمكن أن يؤدي دوره كاملاً ما لم يتم تطهيره من الممارسات التي تسيء إلى صورته وتُفقده جوهره، وتُحوّله إلى مسرح للحضور الشكلي والانصراف السريع. فالإصلاح الحقيقي يبدأ من ربط المسؤولية بالحضور الفاعل، ومن محاسبة الغياب، لا التواطؤ معه.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي