أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دافع المغرب بقوة ، يوم الاثنين، عن الاتهامات الباطلة التي توجها له الجزائر بشأن نزاع الصحراء، ، وذلك في سياق التوترالقائم بين البلدين، والذي لم ينته عند قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أسابيع. وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الملاحة الجوية المغربية.
والسبب المتعارف المعروف دوليا أن الجزائر تدعم جبهة البوليساريو ماديا ومعنويا ، مطالبة باستقلال الصحراء حسب زعمها ،وداعية إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير، فيما تعتبر المملكة المغربية الصحراء مغربية ، ولن تفرط في شبر من أراضيها، ويقترح المغرب منحها حكماً ذاتياً تحت سيادة المملكة المغربية الشريفة.
وحمل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في كلمته الجزائر، المسؤولية في “افتعال واستمرار هذا النزاع”، وقال إنه “لا يمكن التوصل لحل إلا في إطار تحمل الجزائر لمسؤوليتها كاملةً في المسلسل السياسي” لهذا النزاع.
وشدد بوريطة على “التزام المملكة المغربية بالعمل من أجل التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، في احترام تام لوحدتها الترابية وفي إطار سيادتها الوطنية”.
وأوضح بوريطة إلى أن الانتخابات العامة التي أجريت في 8 سبتمبر، شملت أقاليم الصحراء “سجلت أعلى نسبة مشاركة على المستوى الوطني، بلغت 63%”، مؤكداً أن هذه “المشاركة الكثيفة تجسد تشبث سكان الصحراء بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.”
وأكد بوريطة أن المغرب يجدد “استعداده لمواصلة التعاون مع منظمة الأمم المتحدة في إطار الجهود التي يبذلها السيد الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق، في إطار الاحترام التام لسيادة المغرب ووحدته الترابية”، مشدداً على أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب في عام 2007 هي “الأفق الوحيد للتوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”،
ويشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق الناربين المغرب والانفصاليين وقع سنة1991 يقضي بتنظيم استفتاء حول تقرير مصير الصحراء، التي تطالب جبهة البوليساريو بانفصالها عن المغرب، لكن خطة الاستفتاء فشلت إثر خلاف بشأن من يحق لهم التصويت، لتدخل القضية حالة من الجمود تخللتها مفاوضات تقودها الأمم المتحدة.
وفي دجنبر الماضي وقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قراراً تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، وأعلن البيت الأبيض دعمه لمقترح المغرب للحكم الذاتي.
ووصفت الإدارة الأميركية المقترح المغربي بـ “الجدي والواقعي”، وقالت إن الولايات المتحدة تعتبره “الأساس الوحيد العادل والدائم لحل النزاع حول الصحراء”.
وباءت كل محاولات حل النزاع حول الصحراء بالفشل حتى الآن. ومنذ استقالة هورست كوهلر، آخر مبعوث للأمم المتحدة، في عام 2019 توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وأخيرا أعلن السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن الرباط وافقت على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للصحراء المغربية.
وتابع هلال “تأتي موافقة المغرب انطلاقا من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي.
وأكد السفير المغربي أنه “بمجرد تعيينه، كما نأمل ذلك، يمكن للسيد دي ميستورا أن يعول على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي”.
وبقي هذا المنصب شاغرا منذ استقالة كوهلر في مايو 2019. وكان غوتيريس قد اقترح أكثر من عشرة مرشحين في العامين الماضيين لخلافة كوهلر، لكن لم يحصل أي منهم على إجماع الأطراف المعنية..