جرت عادة التلفزة المغربية بأنواعها أن تقدم النشرة الجوية في الوقت المحدد لها وفي كل يوم، وتجول مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية في هذه النشرة عبر مختلف بقاع العالم، حيث تعطي معلومات مفصلة عن أحوال الطقس في دول المغرب وإفريقيا وأوربا وأمريكا وغيرها.
وهكذا يتعرف المشاهد المغربي على درجات الحرارة ومقاييس الأمطار وكميات الثلوج، ومقادير السحب، وعلو الأمواج ومواقيت الشروق والغروب في عشرات من الدول التي لا يعرفها المشاهد، ولا يعنيه حرها أو بردها، بل إن أكثر المشاهدين لا تهمهم تلك البلدان، ولا يدرون أين تقع فبالأحرى أن يهمهم طقسها أو تتعلق مصالحهم بأمطارها وثلوجها.
وتعنى النشرة الجوية بأحوال الطقس في المغرب، فتحرص على ذكر المدن الكبيرة، والأقاليم، على امتداد الوطن، لكن الذي يدعو إلى التساؤل والاستغراب هو أن النشرة الجوية لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى مديني سبتة ومليلية والجزر الجعفرية إلا في حالات يمكن أن يقال عنها نادرة جدا أو تكاد تكون منعدمة ، ولا تهتم بحالة الطقس فيهما، مع العلم أن هناك فئة مهمة من المغاربة تزور يوميا هاته الثغور المحتلة، كما أن جل سكانها مغاربة تهمهم أن يسمعوا النشرة الجوية بالمغربية.
إن موقف النشرة الجوية من هذه البلدان المستعمرة يظل غامضا، ولا ينسجم مع موقف المغاربة الداعي الى تحريرهم في شتى المناسبات .
فإذا كانت هذه الثغور مغربية فكيف يجوز للنشرة الجوية أن تتجاهل ذكرها. وانطلاقا من هذا الاعتبار يصح القول بأن النشرة الجوية التي يتبناها التلفزيون المغربي توحي للجيل الصاعد من أبناء المغرب سواء داخل الثغور أو خارجه بأن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ليست مغربية، فهل يتدارك واضعو النشرة الجوية هذه الهفوة وما أخطرها على مستقبل أبناء هذا الوطن الغالي.