لازال مجلس الجماعة الترابية لمدينة مكناس ، يتمادى في سياسة اللامبالاة، وعدم الاكتراث بالتدهور الذي تشهده جل المرافق الأساسية للمدينة ، بالرغم من النداءات المتكررة على المواقع الالكترونية المحلية ،من أجل إيلائها العناية والاهتمام الضرورين فيما تبقى من ولاية هذا المجلس ، لجعلها مركزا حضاريا أساسيا كما كان سابقا ، حيث كان بعض سكان فاس يتناولون القهوة في مكناس ، ومن أجل كذلك إعادة الاعتبار للتضحيات الجسام ، التي قدمتها هذه المدينة الشامخة ، برجالاتها الأفذاذ إبان مقاومة الاستعمار وبناء صرح الاستقلال.
فالطريقة التي يتعاطى بها المسؤولون مع حاجيات المدينة ومتطلباتها ومشاكلها ،يدفع للتساؤل عما إذا كان هناك مخطط سري يرمي إلى تحويل المدينة إلى خراب ،وحرمانها من كل أساسيات وضروريات الحداثة ،فالطرق والأزقة وصلت في تدهورها حدا لا يطاق ، حفر في كل مكان ، فحتى سياسية “الترقاع” التي كانت تتبناها بعض المجالس السابقة ، أصبحت في خبر كان ، الكثير من سائقي سيارات الأجرة وأصحاب المركبات على اختلاف أنواعها ، يتساءلون عن المداخل القانونية التي تخول لهم الحق في مطالبة المجلس الجماعي ، بالتعويضات الناجمة عن الأضرا، ر التي لحقت بمركباتهم ، بسبب كثرة الحفر وكثرة المهملات العشوائية داخل الأزقة والدروب .والملتقط لأدق التفاصيل التي تهم تسيير المدينة ،يعرف أن هذه المدينة أصبحت جسدا مترهلا وشاحبا ،ولم يبق منها سوى واقعا تنخره شيخوخة بائسة ،غزتها المساحيق المتمثلة في إقامة مدارات كاشفة عن تشوهات الواقع ،وأنوار طافئة في مجموعة من الدروب والأزقة ،وباعة متجولون فشلت في احتضانهم بعض أسواق القرب الخاوية على عروشها ، والتي استنزفت ميزانية الدولة .ومتسولون وأياد ممدودة في كل مكان وعلى قارعة الطريق وفي الإشارات الضوئية .
وحدك تتجول في المدينة تبحث عن التنمية ، ولا شيء يثير انتباه الزوار ، سوى بعض الأشغال والأتربة هنا وهناك ، تتلكأ يد المقاول منذ مدة تذكر بصورة نمطية حتى يقال أن المدينة في ورش متحرك ،اغتصبت عذرية بعض حدائقها ،اغتصاب أضحت معالمه واضحة على وجوه الموشومين بغضبة الإسمنت ، الذي زحف على بعض الأماكن كانت موضع حدائق للترويح عن النفس وللعب الأطفال .ونافورة بلا حركة تتوسط الساحة الإدارية تشوه المنظر العام لهذا المكان الجامع لكل زوار المدينة .
فجمالية المدينة أصبحت ضرورية ،ولعل الكل يسعى لأن يرى المدينة نظيفة وجميلة ،من غير أن يكون هناك مايصدم نظره في الحدائق العامة ، ومن غير أن يكون ما يتنافى ومسحة الجمال التي ينبغي أن تظفي رونقا على مظاهر المدينة بأكملها.
فهل سيعيد المسؤولون النظر في طريقة تعاطيهم مع المشاكل المزمنة لهذه المدينة ؟، ويحققوا لها بعضا من وعودهم المعسولة ،التي وزعوها ذات اليمين وذات الشمال ،إبان الحملات الانتخابية السابقة ،أوربما حتى اللاحقة، أم أن دار لقمان ستظل على حالها إلى أن تأتي الانتخابات القادمة ،وترى نفس الوجوه بنفس الوعود وبنفس الارتجالية في التسيير.