مستجدات

سنغاليون تيجانيون يزورون الزوايا التيجانية الكبرى بالمغرب

[ALLNEWS]25 أكتوبر 2021
سنغاليون تيجانيون يزورون الزوايا التيجانية الكبرى بالمغرب

حل يوم الخميس الماضي بالمغرب، وفد يضم 280 متصوفا تجانيا قادما من بلاد السنغال ، في زيارة إلى مختلف مواقع وأضرحة الطريقة التيجانية، على أن يتوجه، بعد  ذلك إلى مدن الدار البيضاء ومراكش، وفاس لزيارة ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني. وتندرج هذه الزيارة في إطار الزيارات المنتظمة التي يقوم بها أتباع الطريقة التيجانية إلى المغرب، على مدار السنة، للاستلهام من الطريقة من المنبع ،والتي تساهم أيضا  في تعزيز روابط الأخوة بين المغرب والشعوب الإفريقية.
وزار الوفد الجمعة  الزاوية التيجانية الكبرى  بمراكش المسماة “كنسوسية”، التي أنشئت سنة 1262 هجرية، وهو ما يعني أن هذا الضريح سيحتفل، قريبا، بمرور 200 سنة على إنشائه”، التي أنشأها محمد بن أحمد كنسوسي، وهو أحد مريدي الشيخ سيدي أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة التيجانية، التي قامت بدور رائد في إشعاع تعاليم الإسلام السمحة بإفريقيا. والتي لها شهرة عالمية  ، خاصة من قبل أتباع الطريقة التيجانية.
وفي ختام هذا الحفل الديني الذي  أقيم بعد صلاة العصر، رفع الحاضرون أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، ويطيل في عمره، وبأن يكلل أعماله ومبادراته بالتوفيق، وبأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وتجدر الإشارة إلى أن أتباع الطريقة التيجانية يقدرون ب نحو 300 مليون شخص عبر العالم، وخاصة بغرب إفريقيا.
وكرس مؤسسها الشيخ سيدي أحمد التيجاني، المزداد سنة 1737، حياته كلها للتعبد وللتربية الروحية. وبعدما ظل يتنقل باستمرار بين المشرق والمغرب طلبا للعلوم الشرعية، استقر به المقام في مدينة فاس، حيث توفي سنة 1815، جاعلا من العاصمة الروحية للمملكة مكانا يحج إليه على مدار السنة  أقطاب الطريقة التيجانية. 

الشيخ أحمد التيجاني أصله مغربي

انتقل الجد الرابع للشيخ أحمد التجاني، من عبدة بالمغرب إلى قرية عين ماضي بالمغرب الأوسط، وتزوج من تجانة فانتسب أولاده إليها. وولد الشيخ أبو العباس أحمد التجاني بعين ماضي.

وفي عام 1767م دخل سيدي أحمد التيجاني إلى فاس، فاستقبله السلطان المولى سليمان وأنزله قصره المعروف بدار المرايا، وبقي بفاس حيث أسس طريقته التيجانية إلى أن توفي ودفن بها.

ولد الشيخ سيدي أحمد التجاني عام 1150هـ الموافق لسنة 1737 ميلادية بعين ماضي إحدى قرى الصحراء الشرقية ، و نشأ رضي الله عنه نشأة طيبة حسنة في تربية والديه الأكرمين رضي الله عنهما،.

نسبة التيجاني

والتيجاني، نسبه إلى قبيلة معروفة يقال لها تجانة، وأهل هذه القبيلة هم أخوال سيدنا الشيخ رضي الله عنه ،فهو قد اشتهر بأخواله كما يأتي، لأن أمه هي السيدة الفاضلة عائشة بنت أبي عبد الله سيدي محمد بن السنوسي الماضوي التجاني.

وأما قبيلته الأصلية رضي الله عنه فهي عبدة، ناحية آسفي بالمغرب ، ذلك أن أجداده وأسلافه كانوا مقيمين بالمشرق، ثم هاجر البعض منهم إلى المغرب الأقصى ،وسكن في عبدة القبيلة المعروفة في ، عمالة مدينة آسفي، ثم انتقل جد الشيخ الرابع، وهو سيدي محمد بن سالم، من المغرب إلى عين ماضي، وتزوج من تجانة فانتسب أولاده إليها، فصار يطلق عليهم التيجانيون.

طلبه للعلم ورحلاته

ولما كان عُمْر سيدي أحمد التجاني إحدى وعشرين سنة وذلك عام 1171هـ الموافق لسنة 1757 ميلادية، توجه رضي الله عنه لطلب العلوم الدينية واتباع أهل الله تعالى، الصوفية، فارتحل رضي الله عنه قبل الانتقال النهائي لفاس ثلاث رحلات.

ولما رجع من هذه الرحلة اختار الإقامة في مدينة الأبيض، ثم بعد مرور الأعوام الخمسة التي أقامها هناك ، انتقل إلى مدينة تلمسان المسماة بالجدار فآثر المقام بها، واختارها للنزول والاستقرار ومكث بها على ما كان عليه من الجد والتشمير في العبادة وتدريس العلوم ،وخاصة منها التفسير والحديث وغيرهما من أنواع طاعات رب العباد إلى عام 1186هـ.

استقراره بمدينة فاس

بعد ذلك قرر الشيخ السفر إلى فاس والاستقرار بها، وعندما دخلها عرض المولى سليمان سلطان المغرب آنذاك على الشيخ أن يسكن أحد قصوره، وهو المعروف (بدار المرايا) بفاس.

وفي سنة دخوله لفاس سنة 1213هـ، أمر رضي الله عنه بجمع كتاب جواهر المعاني، أي بكتابة الإطار المرجعي لطريقته، وأفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “هذا كتابي وأنا ألفته”، لا بالمفهوم الحرفي، وإنما مباركته صلى الله عليه وسلم وتزكيته لهذا الكتاب كمرجعية صوفية أولا، ثم تزكيته كمرجعية للطريقة التيجانية..

كما ركز على أن نهج الطريق الصوفي يقوم على تربية خالية من التزام الخلوة والاعتزال عن الناس، ونحو ذلك، مما فيه تشديد على النفس وتضييق، كما نبه على أن التربية فيها جارية على طريقة السلف الصالح من الصدر الأول.

وفاته رضي الله عنه

وفي صبيحة يوم الخميس 17 شوال سنة ثلاثين ومائتين وألف (1230هـ) /22 شتنبر 1815م. وحضر جنازته من لا يحصى من علماء فاس وصلحائها وأعيانها وفضلائها وأمرائها. ودفن بزاويته المشهورة من حومة البليدة، وقبره بفاس بالمغرب متبرك به، يزار من جميع الأقطار على مدار السنة.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي