مستجدات

لماذا توجد سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أصغر وأفقر دولة في العالم ؟

[ALLNEWS]1 نوفمبر 2021
لماذا توجد سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أصغر وأفقر دولة في العالم ؟

تتساءل وسائل إعلام أوروبية في الآونة الأخيرة عن سبب تواجد أكبر مقر للسفارة الولايات المتحدة الأمريكية  في أصغر وأفقر بلد في العالم الذي هو أرمينيا .

وتعتبر السفارة الأمريكية لدى أرمينيا أكبر ثاني سفارة للولايات المتحدة في العالم من حيث المساحة (الأولى تقع في العراق) مع العلم أنها كانت الأكبر على الإطلاق حين تم الانتهاء من بنائها سنة 2005 إذ تبلغ مساحتها 90,469 متر مربع (قرابة 22 هكتار)

تلعب السفارة دورا محوريا في العلاقات الثنائية التي تربط الطرفين ، حيث يشرف طاقمها على سلسلة من البرامج المشتركة بين البلدين عدا عن كونها واحدة من أهم السفارات الأمريكية في المنطقة،  إذ أنها تخدم ليس فقط مواطني جمهورية أرمينيا،  بل أيضا مواطني عدد من جمهوريات وبلدان المنطقة التي لا توجد فيها بعثات دبلوماسية أمريكية وخاصة جمهورية إيران ،إذ أن 90% من مواطني إيران القادمين إلى أمريكا تجري مقابلاتهم وإجراءات السفر الخاصة بهم ضمن السفارة الأمريكية في أرمينيا.

 عن السؤال المطروح تجيب بعض البحوث ، أن أرمينيا التي يبلغ عدد سكانها أقل من 3 ملايين نسمة ومساحتها تقارب مساحة بلجيكا، ولديها اقتصاد الضعيف وشبه انعدام في الثروات المعدنية، تحوي أكبر تمثيل دبلوماسي للولايات المتحدة في أوروبا، وهذا الأمر لا يدركه الكثيرون من سكان القوقاز.

إذاً، فأهمية أرمينيا بالنسبة للولايات المتحدة، وتخصيص الأخيرة القدر الكبير من الأموال لضمان مواصلة عمل المؤسسات الدبلوماسية والمنظمات الخاضعة لها في أرمينيا، تعود للموقع الجغرافي الاستراتيجي لهذا البلد، ولا تزال أرمينيا الدولة الوحيدة في القوقاز التي تدعم دون قيد أو شرط سياسة روسيا الراغبة في الانضمام إلى الهياكل الأوروبية والأطلسية.

إذ تؤيد وتدعم أمريكا نشاط أكثر من 100 منظمة غير حكومية في أرمينيا، والكثير من هذه المنظمات لديها بالفعل خبرة في إجراء “ثورات ملونة” كما حصل في جورجيا وفي غيزستان وأوكرانيا، وعلاوة على ذلك، يعمل الأمريكيون على تجنيد مسؤولين من مختلف الرتب، واستخدامهم للضغط على الحكومة الأرمينية من أجل تمرير المصالح الخاصة بالولايات المتحدة.

ومن المعروف أن العديد من الشخصيات النافذة وأصحاب المناصب في أرمينيا تلقت التعليم والتدريب في الغرب. وسجل مثل هؤلاء الاشخاص طويل جداً وهم يمثلون عناصر الضغط الأمريكي في أرمينيا.

فالسؤال المطروح ، إذا كان جميع كبار المسؤولين في أرمينيا يعتمدون على الولايات المتحدة، فلماذا لا يزال الأمريكيون غير قادرين على إقناع البلاد باتباع سياسة تعود بالنفع عليهم؟، الجواب لهذا التساؤل  الذي يعرفه  الجميع ، هوأن  روسيا بكل بساطة، فأرمينيا تقدر الدعم الذي تقدمه روسيا، سواء في الناحية المادية والعسكرية والتقنية، إذ تشكل موسكو الحليف الاستراتيجي الوحيد لأرمينيا في المنطقة، وبدون هذه الشراكة سيكون الصراع في إقليم ناغورني مجهول الملامح والمصير، بالإضافة إلى ذلك، من أين ستحصل أرمينيا على الطاقة اللازمة للصناعة والإنتاج وبأي الأسعار، وهل يمكن أن تحافظ أرمينيا على سيادة دولتها أم لا؟.

وكذلك العديد من المسؤولين والمواطنين العاديين لديهم مصالح تجارية في روسيا، التي هي المستهلك الرئيسي للمنتجات الأرمينية.

وأخيراً إن قيادة الجمهورية تدرك أنه في حال استغلال المزاج الاحتجاجي في المجتمع ، ستحصل أعمال شغب جماعية، وانه لا يمكن للنخبة في أرمينيا توقع أي مساعدة من الغرب ، والجميع يتذكر جيداً مثال الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.

وبهذا، فالسيطرة الأمريكية على المنطقة قد يكون تحقيقها أمراً معقداً إلى حد كبير، طالما أن أرمينيا تنظر إلى واشنطن كالند الواقف يواجه روسيا والحد من نفوذها، وبذلك المخطط الأمريكي القديم الجديد مصيره الفشل كما يرى مراقبون، طالما مخططات كهذه لم تنجح في الآونة الأخيرة، وفي ذات الوقت، في حال عدم دخول يريفان إلى مدار نفوذ واشنطن، يمكن أن تكون العواقب غير مرضية أبداً وقد تصل حد الكارثية كتفاقم الصراعات العسكرية و “الثورات الملونة”.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي