كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المغاربة المتواجدين في ليبيا يريدون العودة إلى بلادهم ، بعد أن عانوا الأمرين من سوء المعاملة وفراق الأحباب منذ مدة.
وفي هذا الصدد أفاد المرصد الحقوقي الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، أن السلطات الليبية تحتجز منذ أشهر مئات المهاجرين المغاربة دون مسوّغات قانونية، وفي ظروف احتجاز صعبة للغاية.
وأوضح المرصد الأورو متوسطي ومقرّه جنيف في بيان صحفي، أنّه توصل بمعلومات مفادها أن مئات المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا ، يتوزعون على عدة مراكز احتجاز غرب البلاد، منها مركز الدرج بالقرب من منطقة غدامس. بالإضافة إلى سجنا عين زارة وغوط الشعال في المناطق الغربية لمدينة طرابلس، حيث يعانون من ظروف صحية صعبة، خاصة مع إصابة عدد كبير من المحتجزين في مركز الدرج بفيروس كورونا، وسط انعدام الرعاية الصحية.
وأشار المرصد إلى أن السلطات لا توفّر سوى كميات قليلة من الطعام، كما أنها لا توفر مياها نظيفة للشرب، ويعيش المحتجزون ضمن بيئة غير صحية، ما ساعد على تفشي الأمراض المعدية بينهم على نحو واسع.
وفيما يتعلّق بكيفية احتجاز المهاجرين المغاربة، حسب المرصد، فإنّ جزءً منهم يُحتجز على يد قوات حرس الحدود الليبية بعد دخولهم البلاد عن طريق الجزائر.أما الجزء الآخر فتحتجزه قوات خفر السواحل الليبية في عرض البحر، لدى محاولتهم الهجرة إلى إيطاليا، ويُنقل جميعهم إلى مراكز الاحتجاز المذكورة غرب البلاد.
ويخرج المهاجرون من المغرب دون أيّ أوراق ثبوتية، ظنًا منهم أن ذلك سيساعدهم في طلب اللجوء لدى وصولهم إلى السواحل الإيطالية
وذكر المرصد الأورو متوسطي أنه تواصل مع عدد من الجهات الرسمية الليبية بخصوص أوضاع المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا، لكنّه لم يتلق أي ردود حتى هذا التاريخ.
ووفق متابعة المرصد الأورو متوسطي، فقد نظّم أهالي هؤلاء المهاجرين المغاربة المحتجزين ،عدة وقفات احتجاجية في المدة الأخيرة ، أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الرباط، للمطالبة بالتدخل للإفراج عن أبنائهم.
وأكد أنهم تلقّوا وعودا من المسؤولين بحل القضية، إلّا أنّ التحركات في هذا الملف لا تزال متوقفة ، ولا تشي بنوايا جدية لحل الأزمة بشكل نهائي.
وفي 6 شتنبر الحالي ، صرّح مصدر في وزارة الخارجية المغربية بأنّ “المصالح المغربية تعمل بتنسيق مع نظيرتها الليبية لإرجاع 195 مغربيًا موقوفين في ليبيا، مبرزًا أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى لضمان عودة هؤلاء المغاربة الموقوفين في ليبيا”.