قدم المجلس الوطني لحقوق الإنسان خلاصات أولية للجنة الاستطلاع ” لبناء الوقائع ” التي تم إحداثها على إثر محاولة مهاجرين غير شرعيين اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور. وتستعرض الخلاصات الأولية اللجنة، التي قدمتها رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيدة آمنة بوعياش خلال ندوة صحفية، خلفيات إحداث لجنة الاستطلاع وخاصة لمحاولة فهم النمط غير المسبوق لعبور المهاجرين للسياج، وكذا السعي إلى الوقوق على حقيقة الادعاءات التي تم تداولها بشأن ” عدم تقديم الإسعافات للمصابين ودفن المتوفين واستعمال الرصاص الحي، وتحديد انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة خلال عملية تدخل القوات العمومية، والتأكد من حقيقة المعطيات المنشورة المتعلقة بهذه الأحداث “.
ونفت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، استعمال عناصر القوات العمومية المغربية للرصاص، خلال محاولة مهاجرين غير شرعيين اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، مبرزة أن الوفيات المسجلة نجمت بالأساس عن الاختناق الميكانيكي الناجم عن التدافع.
وأوضحت بوعياش، أن السلطات والجمعيات غير الحكومية والمهاجرين المصابين ، الذين تم نقلهم إلى المستشفى ، أكدوا بالإجماع أنه لم يتم اللجوء إلى استعمال الرصاص وأن قوات حفظ النظام استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع. أن المجلس يسجل ” وجود تغير ناشئ وجذري لطبيعة عبور المهاجرين من الناظور إلى مليلية، والذي اتسم بالهجوم المباغت والمحكم التنظيم وغير المعتاد من حيث الزمان (النهار) والمكان (المعبر وليس السياج) والأسلوب (الاقتحام بدل التسلق) ..”.
وأضاف المصدر ذاته أن ” المواجهات شكلت سابقة في تاريخ تدفقات الهجرة على السياج الحديدي الفاصل بين الناظور ومليلية، واتسمت باستعمال العنف الحاد، من طرف المهاجرين وبأعداد كبيرة جدا، تقدر بحوالي 2000 شخص، في نفس الآن، مسلحين بالعصي والحجارة والأدوات الحادة (Armes tranchantes)”. وشجبت اللجنة احتجاز أفراد من القوات العمومية والمس الخطير بالسلامة الجسدية لأحدهم والاستلاء على معداتهم.
وعبر المجلس عن الأسف، حسب الخلاصات، لكون ” المواجهات الأليمة التي عرفها المعبر واكبتها صور ومنشورات زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما خلف التباسا عميقا لدى الرأي العام الوطني والدولي بخصوص ادعاءات استعمال الرصاص الحي وضعف العناية الطبية “.
كما تأكدت اللجنة الاستطلاعية من ” عدم دفن أي مهاجر متوفى خلال اقتحام السياج وتأكدت من عدد الجثث خلال زيارتها لمستودع الأموات، وأن اللجنة الجهوية للمجلس تتابع أطوار التشريح وتحاليل الحمض النووي “.
وأشار المصدر إلى أنه تم أيضا تقديم الإسعافات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين كما تم تقديم العلاج والتدخلات الجراحية اللازمة في المستشفى الإقليمي بالناظور والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة.
كما رحب المجلس بالأمر الصادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور بإجراء تشريح طبي عهد به إلى لجنة طبية بحضور طبيب مختص في الطب الشرعي وذلك لبيان أسباب الوفاة وطبيعة الجروح والإصابات وعلاقتها بالوفاة، بالإضافة إلى بيان الوسائل التي استعملت في ذلك؛ وكذا بأخذ عينات الحمض النووي.
واعتمادا على الوقائع والخلاصات التي توصلت إليها ووضعها في سياقها، واللقاءات التي أجرتها اللجنة الاستطلاعية، فإن المجلس الوطني لحقوق الانسان يدعو إلى تعزيز هيكلة تدبير حفظ النظام العام بمنطقة السياج؛ ويوصي بـ”إطلاق مشاورات جديدة مع الاتحاد الأوروبي من أجل شراكة حقيقية ومتكافئة، فيما يتصل بالمسؤولية والتدبير المشتركين للهجرة لتفعيل مقتضيات الميثاق العالمي حول هجرة آمنة ومنظمة ونظامية “.
كما يدعو مفوضية الاتحاد الافريقي لاقتراح تدابير للمساهمة في بلورة مرتكزات حكامة للهجرة كفيلة بضمان كرامة وسلامة وحقوق مواطني القارة، وإلى تسريع الاجراءات التي تمكن المرصد الإفريقي للهجرة من القيام بمهامه واختصاصاته.