أبانت التساقطات المطرية الأخيرة التي تهاطلت على مدينة مكناس، عن الوجه الحقيقـــي للبنيات التحتية لهذه المدينة، التي تحولت شوارعها وأزقتها إلى مجار وبرك مائية وبـــالوعة مخنــوقة تعيق السير، كمــا ظهرت عيوب كثيرة كشفتهــا هذه التسربــات المــائية النــاتجة عن الإصلاح غير المتقن لبعض الحفر الذي تقوم به بعض الشركات جراء خدمات مد الأسلاك
أو القنوات، مما أدى إلى صعوبة تنقل الراجلين وخاصة في صفوف الأطفال الصغار،
والعجزة والشيوخ، وأصبحت أغلب أزقة الأحياء الشعبية عبارة عن ممرات قروية في وسط شبه حضري، تغيب عنه عناصر التمدن، حيث الحفر والبرك من مختلف الأحجام في أكثر من موقع يمكن أن تؤدي إلى انخسافات أرضية في بعض الأماكن المنحدرة في حالة تكاثر السيول.
كما عرت هذه التساقطات عن الغش الواضح في بعض أشغال “الترقيع”، ولعل المنتخبين الذين تعاقبوا على تسيير مجالس هذه المدينة يدركون اليوم أن ما اقترفوه في حقها يعد جريمة غير مغتفرة.
لذلك فإن سكان منطقة سيدي بوزكري و قرطبة و النعيم و مرجان 4 و 5، و اللائحة تطول، وصفوا الحياة التي يعيشونها داخل هذه الأحياء المهمشة بالبداوة في ظل المعاناة اليومية التي فرضت عليهم بسبب تدهور حالة بعض الأزقة و الدروب غير المعبدة، وحتى المعبدة منها لا تستجيب لمواصفات جودة الأشغال والإنجاز بسبب التقصير في تتبع هذه الأشغال و انعدام المراقبة، إذ سرعان ما تكشف السيول هشاشتها و الغش في تهيئتها، و المشهد يتكرر كل عام، مما يطرح أكثر من سؤال حول الجهات التي فوتت لها صفقات الإنجاز لتؤكد التواطؤ المفضوح للمستفيدين منها.