في 11 شتنبر عام 2001 ، أقدمت مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرقي الولايات المتحدة، واستخدمتها للهجوم على مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن. وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة. أغلب الانتحاريين، وعددهم 19، سعوديون منتمون إلى “تنظيم القاعدة”. زُلزِلَت الولايات المتحدة فنادت بالانتقام.
وكان هذا الحدث الذي أسفر عن مقتل نحو 2977 شخصًا من جنسيات مختلفة ، بمن فيهم ركاب الطائرة والعاملون وضيوف مركز التجارة العالمي، بالإضافة إلى ممثلي الخدمات التشغيلية الذين شاركوا في إجلاء الأشخاص من مركز التجارة العالمي وإطفاء الحرائق. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عليها ، وشكل هذا الهذوم صدمة وحزنا غير مسبوقين لد الأمريكيين ، وأحدث شرخا في علاقة أمريكا بمواطنيها المسلمين.
وبعد أقل من أسبوع على وقع الحادثة ، زار الرئيس جورج بوش مسجد واشنطن الكبير، وتحدث من داخله مع زعماء الجالية المسلمة ،وألقى خطابا دفاعا عن أمريكية المسلمين ، ومنددا بما تعرضوا له من هجمات عنصرية.
وكان الحادث بمثابة الشرارة الأولى لشن الولايات المتحدة بعده حربها الطويلة ضد الإرهاب و التي دامت زهاء عشرين سنة .
ويشار إلى أنه في عام 1996 نقل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، عملياته من السودان إلى أفغانستان، حيث احتضنته حركة طالبان، ووفرت له ولجماعته ملاذاً آمناً.
ومن مقر القاعدة في أفغانستان، كان التخطيط والتوجيه لتنفيذ هجمات11شتنبر المدمرة. وبدأت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب من هذا البلد، فبعد أقل من شهعلى الهجمات، أعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش، عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم “القاعدة” وإلقاء القبض على بن لادن. ومنذ ذاك الحين تم القبض على 5 أشخاص متهمين بارتكاب هذه الهجمة الشرسة وبدأتدّمت إجراءات محاكمتهم أمام لجان عسكرية في خليج غوانتانامو في كوبا ببطء شديد منذ أُعلنت التهم الأصلية في فبراير 2008.
وتم سحب القضية ليعاد رفعها مجددا فيما عقدت أول جلسة استماع في الخامس من مايو 2012.
وعقدت عشرات الجلسات جميعها ضمن مرحلة ما قبل المحاكمة. وبعد تعليقها لمدة 17 شهرا جرّاء وباء كوفيد، يُستأنف النظر في القضية مجددا في جلسات برئاسة قاض جديد، هو الثامن الذي يتولى الملف.
