تدخل مجموعة من الرؤساء السابقين في لبنان فيما يعرف بالأزمة الخليجية وبلدهم ، حيث دعت هذه المجموعة ، أمس السبت، وزير الإعلام جورج قرداحي للاستقالة ، بعد أن أثارت تصريحاته ضجة دبلوماسية مع مجموعة هذه الدول.
وفي بيان لهم، دعا هؤلاء الرؤساء، وهم فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، وتمام سلام، جورج قرداحي إلى الاستقالة من منصبه الوزاري، وأوضحوا أن “آراء قرداحي تعتبر ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي”.
وكانت قد أعلنت كل من السعودية، والبحرين والإمارات أيام الجمعة والسبت، استدعاء سفرائها لدى لبنان للتشاور، مع إمهال سفراء لبنان 48 ساعة لمغادرة البلاد بعد تسليمهم مذكرة احتجاج على التصريحات الذي أدلى بها الوزير اللبناني .
وجاءت هذه الإجراءات على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين هذه الدول وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي صرح بها (قبل تعيينه في هذا المنصب) في حديث مسجل لبرنامج “برلمان شعب” الذي بث على قناة “الجزيرة” في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن.
واعتبر قرداحي أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: “هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”. ورد قرداحي: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
وقال قرداحي إن تصريحاته تعبر عن آرائه الشخصية وكانت قبل توليه منصبه، مضيفا أنه ملتزم بسياسة الحكومة، رافضا اتهامه بمعاداة السعودية ،ولم أقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة لأي دولة عربية التي أكن لها ولشعوبها كل الحب والوفاء .
من جانبه أعرب رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي عن أسفه من إجراءات السعودية إزاء بلاده، وقال إنه يجري اتصالات للمساعدة في تهدئة الأزمة مع السعودية.
وناشد ميقاتي الزعماء العرب المساعدة في تجاوز الأزمة مع السعودية، وقال في بيان إن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي لا تمثل وجهات نظر الحكومة، وأكد حرصه على العلاقات اللبنانية الخليجية.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، أنه سيترأس خلية خاصة لـ”رأب الصدع” في ظل التوتر مع السعودية، معتبرا أن ما يحدث “مشكلة وليست أزمة”.
وأصدر «بو حبيب»، مساء الجمعة، بياناً قال فيه: “بناء لطلب دولة رئيس مجلس الوزراء الموجود حاليا في زيارة عمل خارج البلاد، ونظرا للتطورات الأخيرة المتسارعة، فسأتولى من بيروت، بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المؤسف المستجد، لأننا مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة”.
وتابع: “وثقوا بأن لبنان حريص أشد الحرص على إبقاء خطوط التواصل والتلاقي مفتوحة مع المملكة العربية السعودية وأشقائه الخليجيين، ومصر على استعادة أطيب وأفضل العلاقات المبنية على كل ما يجمعنا ويقربنا”.
