مستجدات

رفقـــــا بلغة الضـــــاد

[ALLNEWS]10 يونيو 2021
رفقـــــا بلغة الضـــــاد

إنَّ اللغة العربية هي رمز لتاريخنا وهويتنا وحضارتنا وثقافتنا ولوجودنا بشكل عام، وهي اللغة التي كانت وستظل محفوظة ومصونة إلى يوم الساعة، وهي لغة عالمية يتحدث بها أكثر من (422) مليون نسمة حول العالم، وهي اللغة السادسة في هيئة الأمم المتحدة، وهي اللغة التي يزيد عدد مفرداتها وكلماتها وجذورها اللغوية عن اللغات المشهورة الأخرى كالإنجليزية والفرنسية وغيرها بالملايين، وعلى الرغم من كل ذلك فقد أصبحنا نرى من يرثي اللغة العربية من الخبراء والباحثين والمختصين بمجالي تعليمها وتعلمها، ولاسيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة.

لغتنا العربية تشهد تراجعا كبيرا وهجرة وعقوق ابنائها لها، عظمة لغة الضاد هذا الوعاء الثقافي الزاخر يحتم علينا أن تكون لغة البلاغة والبيان حالة مستمرة نعيشها في بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا ، وفي المؤتمرات والمنتديات الفكرية والثقافية. ولكن واقع الحال للأسف هو غير ذلك، حيث أن أبناءها رموها بعقم، فأصبحت لغتهم ضعيفة والسنتهم معوّجة فلا قراءة سليمة للنصوص، ولا مراعاة لقواعد اللغة، ولا حياء من ارتكاب الأخطاء اللغوية حتى في مؤسساتنا التربوية والتعليمية وفي المؤتمرات والمنتديات الثقافية ، من خلال المراسلات والكتب الرسمية، كما أن المتابع لمعظم قنوات الإعلام ونشرات الأخبار يشعر بالأسى والخجل معا لما يرتكب من أخطاء في حق لغتنا العظيمة.

مواقف كثيرة محزنة ومبكية لركاكة التعبير،  الذي يمارس والأخطاء الإملائية والنصّية والقواعد ، التي ترتكب في حق لغة الضاد، ومنها الذي يقدّم عبر صفحات التواصل الاجتماعي من قبل متعلمين يحملون شهادات عليا، جعلت من لغتنا الرصينة القوية لغة مسخا مائعة مليئة بالأخطاء ، لا لون لها ولا طمع ولا رائحة.

ألم يحن الوقت لتنقية لغتنا من الشوائب التي أخذت تغزو حروفها ونطقها ومنطقها وعمقها وبحرها الزاخر،  الذي يرفض كل تلوث يسهم في وهنها واضعافها.؟

 ألم يحن وقت حماية لغتنا العربية وإعادة الهيبة والمكانة التي تستحق، لتعود لغة سليمة نتكلم بها في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ، من حق لغتنا علينا أن نتقنها لفظا وغاية ، ونهجا بأسلوب يليق بمكانتها العالية.؟

 المسؤولية مشتركة و الجميع مسؤول عن هذا التراجع الكبير للغة العربية  ، وعلى وزارة التربية و التعليم  تشديد رقابتها الميدانية على التعليم الخاص والحكومي ، بمراجعة طريقة تدريس اللغة العربية من قبل مدرسين قادرين ومؤهلين ضمن خطة مدروسة، وخصوصا في مرحلة الابتدائي قراءة وكتابة وتعبيرا بأسلوب متميز، لأن من يمتلك ناصية اللغة هو القاد على غرس المفهوم التعليمي والثقافي والفكري بشمولية ،أوقع تأثيرا لدى المتلقين والدارسين بدرجة أكثر عمقا بعيدا عن ركاكة المفهوم وسطحية التفكير وضعف المحتوى ،الأمر الذي يؤسس لثقافة اصيلة وفكر مستنير لدى الأجيال تكون كفيلة بإعادة الوجه المشرق للغة الضاد.

 نامل أن نعود إلى ثقافتنا الأصيلة التي بدأت بكلمة أقرأ بكل ما تحمله من مضمون شمولي، وتحترم الكلمة الرصينة البليغة، لأن اللغة الراقية السامية هي التي تسمو بنا نحو النهضة والتقدم، وهي وعاء الفكر الحقيقي والعلم النافع والثقافة الشاملة المستنيرة ترفض العبثية والميوعة والاستهتار، كما ترفض كل ما هو دخيل يحاول النيل من عظمة وشموخ لغة الضاد.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي