سيدة بريطانية حامل فاجأها المخاض في الساعة الثالثة فجرا، وكان زوجها مسافرا خارج المملكة المتحدة، فما كان منها إلا أن طلبت المساعدة من جارها العربي المعروف بخدمة جرانه، وتقديم يد المساعدة لكل طالب ليأخذها بسيارته فورا إلى المستشفى لوضع حملها .
لبى النداء وأخدها مسرعا إلى المستشفى، وحين كانت تصيح من شدة الألم، تجاوز كل الإشارات الضوئية الحمراء التي وجدها في طريقه، مخاطرا بسحب رخصة سياقته في ظل القوانين الصارمة بهذا الشأن .
أوصلها إلى المستشفى بأمان، وبقي معها إلى أن وضعت حملها بسلام، أطمأن عليها ورجع للمنزل، واتصل بزوجها الذي شكره على كل ما قام به تجاه زوجته، الذي يدل على الشهامة والرجولة وحسن الجوار..
بعد أيام جاءه إشعار من دائرة المرور يبلغه بضرورة دفع غرامة مالية لتجاوزه إشارات المرور الحمراء، يوم نقل جارته الحامل إلى المستشفى غير مبال بما فعل.
وبعد تفكيرعميق اعترف بخطئه وذهب ليدفع مبلغ الغرامة المالية، التي كانت مكلفة حسب وضعه المالي، لكنه قال للمسؤول: سيدي أنا فعلا تجاوزت الإشارات الحمراء متعمدا لكي أوصل جارتي المريضة بسرعة إلى المستشفى قبل ان تصاب بأذى، ولا مشكلة لي في دفع الغرامة لقد دفعتها فعلا، لكن الذي يحيرني كيف عرفتم بالأمر ، ولا توجد كاميرات المراقبة في ذاك الشارع ، الذي أمر منه صباح مساء ولا علم لي بأي كاميرا هناك ، ولا يوجد أي شرطي مرور في ذاك الوقت ؟
أجابه المسؤول ببرودة: المرأة الحامل التي كنت أوصلتها للمستشفى هي من أبلغت عنك !
الرجل لم يصدق ما سمعه !.
عندما عاد في المساء ذهب عند جارته ليطمئن عليها، ويبارك لها مولودها الجديد، استقبلته برحابة صدر وشكرته وكادت تبكي من امتنانها له وسرورها بلفتته الإنسانية، ولم يسرها في نفسه فسألها: أحقا أنت من أبلغت عني إدارة المرور بتجاوز الضوء الأحمر؟
قالت ” اجل
قال: ولماذا فعلت ذلك؟
قالت: نحن بلد قانون ونظام، والمخالف يجب أن يأخذ جزاءه مهما كان ، وابن من يكون، وبغير هذا القانون لم ولن نبني هذه الأمة وستسود الفوضى والكل يفعل ما يحلو له، صحيح أنك ساعدتني وأنا شاكرة لك حسن صنيعك وإحسانك، لكن أنا جزء من منظومة تطبيق القانون الذي يبدأ بي ويشمل كل مسؤول، أرجوك أن تتفهم هذا!
ثم ناولته إشعارا يفيد بأنها أودعت مبلغ الغرامة في حسابه المصرفي.
خرج من عندها متحيرا بين الإنسانية التي لا تعرف القوانين، والقوانين التي لا تعرف الإنسانية.