نفت بشكل قاطع المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للشمال الغربي- القنيطرة بناء تجزئات سكنية بغابة معمورة، مبرزة أن الامر يتعلق بأراض سلالية.
وأوضحت الديرية في بيان توضيحي يوم السبت الماضي، أن المناطق التي تحدثت عنها بعض المنابر الاعلامية توجد “داخل المدار الحضري لمدينة القنيطرة، وانها تشهد بالفعل إنجاز مشاريع سكنية، إلا أن الأمر لا يتعلق بتاتا بالعقار الغابوي لغابة المعمورة بل بأراض سلالية تم غرسها في الستينات بالأوكاليبتوس، وليس بأشجار الفلين”.
وأشارت إلى “أنه نظرا للدور الأساسي الذي تلعبه الغابات الحضرية بالإقليم في المجال البيئي والاجتماعي والاقتصادي وعلى المستوى الجمالي، تحرص المديرية الجهوية للمياه والغابات على حماية وتدبير وتهيئة هذه الغابات وفق مقاربة تشاركية من خلال إبرام اتفاقيات شراكة مع جميع الفاعلين المحليين بغية ضمان تنمية شاملة وفعالية أكثر”.
وأعربت المديرية الجهوية للمياه والغابات للشمال الغربي عن شكرها الخالص للمجهودات المبذولة من طرف الفاعلين والناشطين في المجال البيئي بالمنطقة، مضيفة انها تبقي أبواب المديرية مفتوحة في وجه الراغبين بالمزيد من المعطيات والتوضيحات إذا اقتضى الأمر.
وحري بالذكر أن غابة معمورة تحضى بأهمية طبيعية واقتصادية واجتماعية بالغة ٬ وتأتي هاته الأهمية باعتبارها مجالا انتقاليا بين الهضبة الوسطى وسهل الغرب من الناحية الطبيعية٬ كما أنها من الناحية المجالية تمتد على مساحة تبلغ 131785 هـ ٬ ويغطي البلوط الفليني مساحة 70383 هـ والبقية موزعة على الأصناف الأخرى كالاوكالبتوس والصنوبر والاكاسيا…
وتشكل غابة معمورة موردا طبيعيا وثروة ايكولوجية ذات أهمية كبيرة لإقليم القنيطرة ، اذ تحتل فيها مساحة تقدرب59045 هـ ٬ يتوفر هذا المجال على ثروة غابوية هائلة ذات طاقة إنتاجية ومردودية عالية٬ والذي يمثل محورا هاما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإقليم القنيطرة.
إلا أن هذا الموروث الطبيعي قد تعرض بعضه للاندثار٬ خاصة خلال النصف الثاني من القرن العشرين٬ بفعل مجموعة من الممارسات والسلوكات الإنسانية غير مسؤولة نتيجة الضغط الديموغرافي والتوسع المجالي……
كل هذه العوامل ساهمت في تراجع الغطاء النباتي الطبيعي إلى أقل من النصف وعلى الخصوص البلوط الفليني.
أمام هذه الوضعية البيئية المتدهورة التي أصبحت تعاني منها غابة معمورة٬ بفعل تراجع مساحة البلوط الفليني والصعوبات التي تعانيها هذه التشكيلة النباتية في التخليف الطبيعي ،أصبح من الضروري إيجاد حلول بديلة وذلك بإدخال أصناف جديدة بهذا المجال كالاوكاليتوس والاكاسيا والصنوبر التي تتميز بقدرتها السريعة على التكيف مع الأوساط الطبيعية المحلية، من أجل الحفاظ على هذه المنظومة البيئة وضمان استجابتها لحاجيات الأجيال الحالية و القادمة.