مستجدات

وليلي أول بلدية رومانية في تاريخ المغرب

[ALLNEWS]7 مايو 2021
وليلي أول بلدية رومانية في تاريخ المغرب

موقعها الأثري أهلها لتصنف ضمن التراث العالمي

تعد مدينة وليلي  الأثرية من أشهر المدن التاريخية القديمة بناها الرومان، بعد أن تركوا بصماتهم من خـلال المواقع الأثرية التي أصبحت اليوم عبارة عن أطلال، ومع ذلك فهي تعد قبلة للسياح الأجانب وكل الباحثين ،الذين يستهويهم البحث عن خباياها، حيث مازال جزء هام من المدينة تحت الأنقاض لم يكتشف بعد. هذه المدينة التي تقع عند قدم جـبل زرهون ،شكلت نقطة انطلاقة لتأسيس أول دولة مغربية ،بعد ما استقر بها  المولى إدريس الأكبر بعد فراره من قبضة العباسيين. ونظرا للقيمة التاريخية لهذا الموقع الأثري الفريد من نوعه ،صنفت وليلي ضمن التراث العالمي الإنساني من طرف منظمة اليونسكو، غير أن هذا التـصنيف يفرض على المسؤولين في وزارة الثقافة إعطاء المدينة ما تستحـقه من العناية والاهتمام ، لما لها من مكانة تاريخية متميزة ،خصوصا أنها يقبل عليها عدد كبير من السياح الأجانب.

تقع وليلي على بعد 3 كلم من مدينة مولاي إدريس زرهون ،و30 كلم شمال مدينة مكناس، و60 كلم غرب مدينة فاس ،فهي تمتد على مساحة 40 هكتار في سهل فسيح على هضبة مثلثة الشكل يصل ارتفاعها إلى 400 متر، يخترقها  وادي فرطاسة من جهة الشرق ويصعب تحديد تسمية وليلي (فوليبيليس)، ومع ذلك هناك افتراض كون أصل التسمية بربري آتي من وليلي (أليلي) ويعني نوعا من الورود التي تحمل تسمية الدفلة الوردية وهي نباتات تنمو بكثرة على جنبات وادي خومان القريب من الموقع الاثري. لذا يفترض كون الرومان قاموا بترجمة هذه التسمية البربرية إلى اللاتينية كما أن هناك تسمية أخرى لهذا الموقع وهو قصر فرعون والتي ما زال معمولا بها. وتؤكد المصادر التاريخية كون مدينة وليلي بنيت في القرن الثالث قبل الميلاد، من خلال ما تشهد على ذلك النقوش البونيقية. وتؤكد المصادر ذاتها أن هناك عدة عوامل ساعدت على استقرار الإنسان بهذه المنطقة، وذلك انطلاقا من فترة ما قبل التاريخ، منها وفرة المياه وانحصار المدينة بين واد ي فرطاسة ووادي خـومان وغناها من الناحية الفلاحية كما تدل على ذلك بقيا معاصر الزيتون والمخابز، حيث شكل القمح والزيت قاعدة هذا الغنى، إلى جانب عامل وضع دفاعي سهل بقدم جبل زرهن هذا الاستقرار البشري بالموقع المذكور استمر مدة عشرة قرون أي من القرن الثالث قبل الميلاد إلى ما بعد مجيء إدريس الأول سنة 788 بعد الميلاد. ويبقى تعمير وليلي ما قبل الرومان أحد الجوانب غير معروفة على وجه الدقة، ومع ذلك يؤكد الباحثون على أنها كانت منظمة على الشكل القرطاجي. كما أن البقايا المؤرخة بهفه الفترة قليلة، أغلبها مآثر تخص الحياة الدينية، أما البنايات العمومية والخاصة، فهي رومانية. وبعد مقتل الملك الموريتاني بطوليمي من طرف الإمبراطور كاليكولا، قسمت موريتانية الى مقاطعتين، موريتانيـة القيصرية في الشرق وموريتانية الطنجية في الغرب، وقد ضمت وليلي وككل المدن الموريتانية الطنجية إلى الإمبراطورية الرومانية، حيث أصبحت سنة 40 بعد الميلاد، السنة التي تؤرخ بداية الاستعمار الرسمي لهذه المدينة والتي ستصبح بلدية رومانية بعد أربع سنوات، تسير من طرف مجلس مكون من أشخـاص يتم اختيارهم من طرف الفرسان أو النواب حيث يقضون سنة كاملة في هذه المهمة. وخلال هذه الفترة ستعرف مدينة وليلي امتدادا عمرانيا كبيرا، بعد إضافة مجموعة من البنايات العمومية والخاصة وستتعدد المخابز والدكاكين والحمامات العمومية والمنازل الخاصة وفي القرن الثاني أي في سنة 168 بعد الميلاد ستحاط المدينة بسور لضمان حمايتها، وفي عهد العائلة السفيرية سيضاف إلى المدينة حي البنايات العمومية الذي يتكون من الكابتول وهو معبد كبير مخصص للثالوث الإلهي زحل وجينون ومينيرف، أعيد بناؤه سنة 217م، ثم المحكمة وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتكون من طابقين سفلي وعلوي والساحـة العمومية بعد أن أعيد ترتيبها وتهيئتها في القرن الثالث الميلادي. وفي سنة 217م سيتم تشييد قوس النصر الذي يعرف باسم الإمبراطور الذي أهدي إليه وهو (كاركلا)، وقد بني هذا القوس كاعتراف بجميل الامبراطور من طرف الحـاصلين على المواطنة الرومـانية إلى جـانب إعفائهم مما تبقى من الضرائب القديمة، وقد تم ترميم هذا القوس الواقع أمام الشارع المؤدي إلى باب طنجة ما بين سنة 1930 و1934. أما الفسيفساء التي تزخرف قاعات الاستقبالات بمختلف للنازل الرومانية بوليلي، فإنه يصعب تاريخها بشكل مدقق. وابتداء من سنة 285م تخلت الإدارة الرومانية عن موريتانية الطنجية الجنوبية بما في ذلك مدينة وليلي، غير أن الفترة الممتدة ما بين نفس السنة ومجيء إدريس الأكبر تعرف بفترة القرون المظلمة، نظرا لغياب المعطيات. غير أن اعتناق سكان وليلي للإسلام قد تم قبل مجيء المولى إدريس، حيث وجدت نقود ضربت بوليلي تحمل عبارات على أن سكان هذا الموقع قد أسلموا. وقد اتخذ إدريس الأكبر وليلي مقرا له بعد فراره من قبضة بني عباس حيث استقبل وبويع في وليلي من طرف عبد الحميد الأوربي زعيم قبيلة أوربة، وحسب ما تحمله المصادر التاريخية فقد اتخذ المولى إدريس وليلي قاعدة لفتوحاته.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي