تعتبر منطقة زرهون من المناطق الأكثر تهميشا على الإطلاق في جميع الميادين، رغم أن لها مؤهلات طبيعية وسياحية ،وموقع جغرافي يبوؤها بأن تحتل مكانة متميزة لو استغلت على أحسن وجه،والمتمثلة أساسا في خصوبة التربة ،ووفرة المياه الجوفية ،إضافة إلى وجود بعض مقالع الأحجار ،غير أن بعض المجالس المنتخبة المتعاقبة تنقصها التجربة و الكفاءة في طرح الملفات التنموية على الجهات المسؤرلة ،والدفاع عنها باستماتة .ذلك أن ضاحية زرهون في حاجة إلى منطقة صناعية تساهم في التنمية المحلية ،وفتح المجال لأبناء القرى والمداشر قصد إدماجهم في عملية التشغيل الذاتي.مع العلم أن هذه الجهة تزخر بطاقات شابة واعدة ،مؤهلة ومتخصصة في ميادين شتى،.ومما زاد في هذا التهميش هو أن بعض المجالس المنتخبة هي بدورها تساهم في غياب أوعرقلة البعد التنموي، ويبقى اهتمامها في هذا المجال ضعيفا إن لم نقل منعدما ،حيث أغلب القرى والمداشر تفتقر إلى الماء الصالح للشرب ،والمسالك الطرقية ،ناهيك عن غياب الدعم لأغلب الجمعيات المتواجدة .وأن ما يحكم هذه المجالس القروية هو تغليب المصلحة الخاصة على العامة .فالمال يدبر بشكل عشوائي، وإذا كانت المسؤولية تلقى على عاتق من لا يتدبر الشأن المحلي بكل حزم ولا قدرة له على حسن التصرف في المال العام خدمة للوطن والمواطن في أفق تنمية شاملة تساهم في تكسير حواجز التهميش والتخلف الذي يضرب في العمق سكان المنطقة ،فإن المسؤولين في القطاعات الإقليمية الهامة (التجهيز، الفلاحة الصحة ،التعليم ، الخ…)هي بدورها كرست هذا التهميش ،وهي تعلم أن هذه المنطقة حباها الله بخيرات وافرة من حيث النباتات العطرية والطبية ( الكبار ،الصبار التين ، الزيتون …) إلا أنها لم تمد يد المساعدة للفلاح وترشده وتشجعه على عصرنة فلاحته عن طريق السقي الموضعي ،وإلا فما دور هذا القطاع إذا لم يتواصل مع الفلاح ،ويساهم في تكوينه ومساعدته ؟علما بأن ساكنة المنطقة تعتمد على الفلاحة المعيشية وتربية المواشي ،وهذا ما يشجع الهجرة نحو المدن. إذن انطلاقا من هذه الصورة القاتمة المخيمة على جبل زرهون ،يتطلب من جميع الإدارات الوصية على القطاعات المذكورة من أجل وضع هذه المنطقة الفقيرة على سكة التنمية ،وإنقاذ ساكنتها من الموت البطيئ ، الذي ينخر سائر المرافق الحيوية إن وجدت .وذلك لخلق تنمية شاملة تساهم في إحداث نسيج اقتصادي وفق المؤهلات المتوفرة وما أكثرها.
آخر 24 ساعة
تصفيات كرة القدم
مواقيت الصلاة