وصل مئات السياح الإسرائيليين إلى مدينة مراكش الأحد، في أول رحلة جوية تجارية مباشرة من إسرائيل، بعد سبعة أشهر من تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والدولة العبرية.
وكانت المملكة رابع بلد عربي يعلن في العام 2020 تطبيع علاقاته مع إسرائيل ، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
وقال بنيامين رون وهو مرشد سياحي ، جاء لاكتشاف البلاد ومحاولة جذب سياح إسرائيليين آخرين إلى المملكة المغربية “هذه لحظة تاريخية، هذه الرحلة لن تؤدي إلا إلى تعزيز علاقة التعاون ومد الجسور بين تل أبيب والمغرب”.
وكانت قد حطّت أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب في مراكش قرابة الساعة الأولى بعد ظهر يوم الأحد الماضي بالتوقيت المحلي ، وبمجرد هبوط الطائرة، أطلقت صيحات ابتهاج على مدرج المطار.
واستقبلت طليعة السياح الإسرائيليين بالتمر والحلوى والشاي بالنعناع وأهازيج فلكورية محلية ،خلال حفلة استقبال أقيمت على شرفهم ببهو المطار .
وقال بنحاس مويال واضعا كمامة وحقيبة بألوان العلم المغربي على مدرج المطار ، “أنا من مراكش، جئت إلى هنا ثلاثين مرة، لكن هذه المرة، الرحلة لها طعم خاص، كأنها المرة الأولى!”.
وسيّرت شركة “يسرائير” الإسرائيلية أممت الرحلة الجوية بين تل أبيب ومراكش. وقالت المتحدثة باسم الشركة تالي ليبوفيتش لوكالة فرانس برس ، إنه من المقرر تخصيص رحلتين إلى ثلاث أسبوعيا.
وقال يهودا لانكري البالغ 73 عاما “أنا ابن المغرب ، هذه المرة الألف التي آتي فيها، إلى بلدي المغرب لكن اليوم في ظروف استثنائية”.
وتشير بعض الإحصائيات أن المغرب يعد موطنا لأكبر جالية يهودية في شمال إفريقيا ،مع تعداد يبلغ 3000 شخص. ويعيش حوالى مليون يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.
واعتبر لانكري، السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا، أن الروابط الجوية المباشرة “تعطي رؤية ووضوحا للتطبيع الإسرائيلي-المغربي”، مضيفا “أنا سعيد”.
وحطت رحلة أخرى تابعة لشركة “إل عال” الإسرائيلية أيضا بعد ظهر الأحد في مطار مراكش. وقالت الشركة إنها تعتزم تنظيم خمس رحلات أسبوعية إلى مراكش والدار البيضاء.
وقالت صوفي ليفي (58 عاما) من الدار البيضاء لوكالة فرانس برس “ما أجمل شعور العودة إلى أرض أجدادي! أخيرا باستطاعتنا التنفس بعد عامين من المعاناة بسبب كوفيد”.
وكتبت وزارة الخارجية الأميركية على تويتر “يسعدنا أن نشهد أول رحلة لشركة “ال عال” من تل أبيب إلى مراكش اليوم مباشرة ”، لافتة الى أن هذا “تطور مهم آخر نتج عن تحسن العلاقات بين شركائنا وأصدقائنا في إسرائيل والمغرب”. وقبل الجائحة، كان يأتي ما بين 50 ألفا و70 ألف سائح من إسرائيل إلى المغرب ، معظمهم من أصول مغربية، لكن لم يكن باستطاعتهم الوصول عبر رحلات مباشرة ، ويضطرون للمرور عبر بلد ثالث لعدم وجود نقل جوي مباشر بين البلدين.