مستجدات

انتهى الكلام

[ALLNEWS]6 أكتوبر 2021
انتهى الكلام

هاهم يموتون، هاهم يغادرون، وحدانا وزرافات، هاهم يغرقون ،بما تبقى من العمر ، وبما تراكم من الحنين إلى الوظيفة، إلى العمل ،إلى لقمة الخبز الحافي .، غير الكافي .

يفتحون للموج أدرعهم المدربة على لوعة فراق الوطن،فراق الأهل والأحباب  والأصحاب . لاشيء يهم.

ها هم يموتون غرقا، تاركين وراءهم آباءهم أمهاتهم أخواتهم ،جميعا ولدوا للقهر ،للانتظار الكاسر، لليأس ،للبطالة ،للدمار الأبدي ،ولا منقد.

إنه جسر الأحزان ، ذاك الذي طغى سنوات على ليالي الكد والاجتهاد ،والعذاب الصلد ،والانتظار الممل المميت .

يدرك بحر البوغاز ، ويدرك طارق ،أو لايدرك ابن زياد ،أن عدد الغرقى هم من مفهوم الجديد للتخفيظ من نسبة البطاليين ،ومن صنع تلك الطغمة التي راكمت ثرواتها عن طريق الرشوة والنهب والابتزاز والاختلاس ،والسطو على المال العمومي ،المحمي بنظام الفوضى والتسيب المكرس في النفوس الميتة.

لكن ما من رمق أخير لدى هؤلاء المعطلين ، وما من فراق مرير ..يجرؤ على شطب الشهادات المعطلة ، ويبقى غمام الحلم السرمدي، يوشح صدر أبناء هذا الوطن .إلى أن يفي الكلام بشيء من الغرض، أما القول الفصل هو أن انتظارهم لن يكون عبثا. وأن تضحياتهم لم تذهب هباء ، وأن نضالهم المعمد بالدم لم يكن بذارا على صخر، فهلا ببسمة الحرمان ،وضحكة البكاء . انتهى الكلام  ياسادة  ولم تنته الأزمات ، والصراعات على الكراسي يقابلها في الشاطئ الآخر، في الضفة الأخرى ،غرقى من مختلف الأعمار، إنهم أبناء الوطن شباب يموتون بحلم  لم يتحقق ، ويبقى الوضع على ما هو عليه وانتهى الكلام.

الاخبار العاجلة
error: تحذير: المحتوى محمي