فدوى نايم/
نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، بشراكة مع مركز الجزيرة للدراسات ، و بمبادرة من مختبر الدراسات الأدبية و اللسانية و علوم الإعلام ، التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية سايس ، مؤتمرا حول موضوع : الصحافة الاستقصائية و منهجية البحث العلمي في تغطية الحروب و النزاعات ، و الذي أقيم برحاب مركز الندوات و التكوين لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ، أيام 04 و 05 دجنبر 2024 .
وفي كلمة افتتاحية للأستاذ الدكتور مصطفى اجاعلي ، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، شكر من خلالها الحضور وبالخصوص السيد ” خليل المختار ” مدير مركز الجزيرة للدراسات بقطر ، و السيد ” سمير بوزويتة ” عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية سايس – فاس ، و رئيس مختبر الدراسات الأدبية و اللسانية و علوم الإعلام و التواصل الأستاذ ” محمد القاسمي “، كما تقدم بالشكر الخاص لكل من الأساتذة الباحثين المشاركين ، داخل المغرب و خارجه ، و السادة ممثلي و سائل الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة ، و جميع ضيوف المؤتمر من أساتذة و طلبة باحثين ، متمنيا لجميع المشاركين و ضيوف المؤتمر ، مقاما طيبا بين ضهران و قلب العاصمة العلمية للمملكة المغربية.
وأوضح السيد رئيس الجامعة ، بأن فاس العالمة ، التي شهدت أول جامعة في العالم الاسلامي وواحدة من أبرز المآثر التاريخية ، التي تفتخر بها مدينة فاس كعاصمة علمية وروحية للمملكة المغربية، حيث أكد من موقعه ، بأن جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، الرائدة في الشراكة المعرفية والعلمية بالمملكة المغربية ، والتي تعمل وفق استراتيجية معلومة ، لتحقيق الأهداف الكبرى المتسقة ، برؤية الإصلاح والتنمية الشاملة الكاملة ، في المجالات البحثية والتعليمية و المجتمعية ، في ظل الرعاية السامية ، التي يلقاها التعليم العالي من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، مما يجعل هذه الجامعة ، منبعا من منابع العلم و كنزا من كنوز المعرفة ، يقصدها العلماء و المثقفون ، و أهل الفكر و الإبداع من أقطار العالم كافة ، لما تتمتع به من تاريخ عريق و منهج تعليمي منفتح ، و بحث علمي رصين ، الشيء الذي أهلها لتحتل المراتب الأولى.
إن تنظيم هذا اللقاء بتنسيق مع مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الاعلام والتواصل ومركز الجزيرة للدراسات ، يشكل حدثا علميا وبحثيا ، سيسمح للطلبة الباحثين ، في مجال الإعلام والتواصل من الاطلاع على المستجدات والتطورات الخاصة بالحقل الإعلامي ، بصفة عامة وفي مجال الصحافة الاستقصائية بصفة خاصة، وفي علاقتها بمناهج البحث العلمي والذكاء الاصطناعي ، وشبكات التواصل الاجتماعي ، وكذا جل القضايا والمحاور المقترحة ، للبحث والدراسة .
وتعد الأوراق البحثية ، التي عرضت على مدار يومين جد مهمة ، وتسلط الضوء على الأسئلة المطروحة وستفتح آفاقا للبحث العلمي الرصين ، وآفاق للتعامل المشترك والتي كان لأشغال هذه الفعالية العلمية الناجحة ، مخرجات إيجابية ومساهمة وفاعله لإغناء النقاش حول واقع الصحافة الاستقصائية وآفاقها.
و تعد الصحافة الاستقصائية، من أرقى الأجناس الصحافية، و التي تهدف إلى البحث العميق ، والتحليل المتفحص للكشف عن الحقائق المخفية ، أو القضايا التي قد تكون غير معروفة للجمهور ، كما أوضح الأساتذة المشاركون ، أن هذا الصنف من الصحافة ، يتطلب جهودا كبيرة في جمع المعلومات للتحقيق في القضايا الاجتماعية أو السياسية او الاقتصادية وعادة ما تشمل تتبع المصادر المجهولة ، و إجراء مقابلات مع الشهود و تحليل الوثائق والمستندات ، كالتحقيقات التي تكشف عن الفساد الحكومي لبلد معين، أو كشف خروقات تتعلق بالشركات الكبرى ، أو التقارير التي تكشف عن انتهاكات لحقوق الإنسان أو تحليل قضايا التلوث البيئي أو استغلال …
كما تطرق الأساتذة الباحثون و المشاركون بورقات بحثية ، تقر بمدى أهمية الصحافة الاستقصائية، في تعزيز الشفافية حيث يساعد التحقيق الاستقصائي ، في جعل المؤسسات الحكومية أو التجارية أكثر شفافية في تعاملاتها ، كما تساهم أيضا في تحقيق العدالة الاجتماعية ، من خلال الكشف عن الحقائق لمحاسبة المسؤولين عن الأفعال غير القانونية أو غير الأخلاقية ، كما في مجال حماية حقوق الإنسان ، يمكن أن تكون الصحافة الاستقصائية سلاحا قويا في الدفاع عن حقوق الأفراد أو الجماعات المضطهدة.
وتم مناقشة أيضا مجمل تحديات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، و تمثلات الصحفيين حول توظيفه في مراحل الإنتاج الاستقصائي ، و أهمية توظيف منهج الاستبيان و الاستقصاء ، و صحافة البيانات في الوظيفة الاستقصائية.
كما استعرضت الورقات البحثية ، البيئة القانونية و المؤسساتية لدعم الصحافة الاستقصائية ، و مدى تأثير التحقيقات على الرأي العام العربي ، و علاقة هذا النوع من الصحافة على التحول الديمقراطي بالدول ، هذه المناقشة التي تميزت بتلاقح الخبرات و التقنيات و المنهجيات العلمية للبحث العلمي القائم ، للرفع من جودة التحقيق الاستقصائي ، كما اختتمت المناقشات مع الأساتذة المشاركين من مختلف جامعات المغرب و الأساتذة المشاركين من عدة دول عربية : تونس – لبنان – اليمن – الأردن – مصر – فلسطين – السودان – العراق ..حيث تقدمت اللجنة التنظيمية ، بتتويجهم بشهادات تقديرية على مشاركتهم و تأطيرهم في هذا المؤتمر الهام.
و اختتمت فعاليات المؤتمر بورشة موضوعاتية ، لتدريب طلبة الإعلام و التواصل على تقنيات البحث في الصحافة الاستقصائية ، التي تلعب دورا حاسما في الحفاظ على النزاهة المجتمعية ، و كشف القضايا ، التي قد لا يتم إلقاء الضوء عليها بسهولة.